شروط التفكير الناقد، التي تعبر عن تقويم الحقائق والأدلة، والتحليل العقلاني الموضوعي دون تحيز، حيث يختلف الفلاسفة في تعريفه، ومن خلال تعريف التفكير النقدي واختلاف العلماء في ذلك، وأهميته في المجالات الأكاديمية، في إضافة إلى مهارات وخصائص وشروط التفكير النقدي.
التفكير النقدي
يتم تعريفها بشكل عام على أنها القدرة على التفكير بعقلانية ومنطقية ووضوح، وربط الأفكار وفهم العلاقة المنطقية بينها، بالإضافة إلى تحديد الحجج وتقييمها. أقر علماء النفس، مثل سقراط وأفلاطون، أن التفكير النقدي يتكون من عنصرين، الأول هو مجموعة من المعلومات والمهارات لتوليد وتحليل ومعالجة المعتقدات، والمكون الثاني هو العادة التي تقوم على الالتزام الفكري من أجل صقل هذه المهارات في توجيه السلوك، وقد يختلف التفكير النقدي حسب الدافع المستخدم لذلك، فمن الممكن التركيز على دافع أناني لتحقيق مصلحة المفكر.
شروط التفكير الناقد
التفكير النقدي له أهمية في المجالين الأكاديمي والمهني، وتكمن أهميته في هذين المجالين، لأنه يسمح للمفكر بفهم وتحليل واستنباط الأفكار، وبالتالي بناء اعتقاد منطقي غير خاطئ.
- الوضوح: وهو من أهم معايير التفكير النقدي، والمدخل الرئيسي لبقية منه. بدون الوضوح، سنفتقر إلى الفهم وبالتالي عدم القدرة على الحكم.
- الصلاحية: أن تكون الأفكار والمعلومات صحيحة وموثوقة.
- البحث: هو العثور على معلومات وحجج منطقية ومقنعة من مصادر موثوقة، كما في حالة البحث في مصادر غير موثوقة، سيتم حجب الحقائق والتشويش عليها.
- الدقة: بحيث تكون خالية من الأخطاء والشوائب، بالإضافة إلى التأكد من صحة المعلومات التي تستند إليها، ويجب أن تكون متسقة تمامًا مع الحقيقة.
- الأهمية: هي أن المعلومات يتم تحديدها تدريجياً حسب صلتها بالمشكلة، أي تحديد الأولوية في جمع البيانات.
- التوسع: للتحقق مما إذا كانت هناك مصادر وطرق ووجهات نظر يمكن أخذها في الاعتبار.
- الربط: ويعبر عن مدى التوافق بين المشكلة وطرق التحليل والاستنتاج.
- العمق: هو عمق فهم المشكلة وتحليلها وعلاجها بما يتناسب مع تعقيدات المشكلة وفروعها.
- المنطق: هو تسلسل الأفكار والبيانات وتنظيمها وربطها بحيث تؤدي إلى حجج ونتائج منطقية.
- العدل: يعبر عن النزاهة والعدل بغض النظر عن توجهات المفكر وعدم تحيزه.
علماء النفس والتفكير النقدي
اختلف الفلاسفة في تعريف التفكير النقدي، بسبب الاختلاف في المعرفة ووجهات النظر الفلسفية والثقافية بينهم، كما يراه الفيلسوف جون ديوي تفكيرًا تأمليًا، ووفقًا للفيلسوف أنيس، فهو التفكير العقلاني التأملي الذي يركز على اتخاذ قرارات بشأن ما يجب أن يؤمن به المرء أو يفعله، أما عالم النفس هوات فيعرِّفه بأنه ممارسة نشاط عقلي لعرض الفرضيات والحجج، ثم إصدار الأحكام واتخاذ الإجراء المناسب لذلك، وقدمت ديانا هالبيرن تعريفًا آخر يفكر فيه. يستخدم المهارات المعرفية التي تزيد من إمكانية الوصول إلى نتائج فعالة ومناسبة، أي أنه نمط من التفكير الهادف، باستخدام الاحتمالات الممكنة للاستدلال، واتخاذ القرارات المناسبة لحل مشاكل محددة وإنجاز مهام معينة.
لم يقتصر الأمر على علماء النفس السابقين، فقد عرفه بروكفيلد أيضًا بأنه التفكير العقلاني والعاطفي، وليس فقط نشاطًا عقلانيًا، ولكن الجانب العاطفي هو أيضًا جوهر التفكير النقدي، مثل الحدس والشعور والشعور والاستجابة العاطفية. في دراسات العديد من الباحثين، هذه العناصر هي:
- قاعدة المعرفة.
- معرفة المفاهيم النقدية.
- المعرفة الإجرائية لمعايير التفكير الجيد.
- الكفاءة في الاستكشاف.
- العادات العقلية.
مهارات التفكير الناقد
نظرًا لتعدد تعريفات التفكير النقدي واتفاق الفلاسفة والباحثين المختلفين عليه، فقد ظهرت العديد من التصنيفات لمهاراته وفقًا لكل عالم وميول وثقافة، وفيما يلي جزء من هذه التصنيفات:
تصنيف واتسون وجلاسر
وهو من أشهر هذه التصنيفات، وقاموا بتقسيم هذه المهارات إلى خمس مهارات، وهي التعرف على الافتراضات، والتي تدعو إلى التمييز بين الحقيقة والرأي، والتفسير، والاستنتاج، والاستنتاج، وتقويم الحجج، وهي القدرة على الطرح. إعادة توجيه فكرة ثم قبولها أو رفضها.
تقييم نيدر
قدم نيدر اثنتي عشرة مهارة من مهارات التفكير النقدي، نلخصها كالتالي:
- القدرة على تحديد المشاكل.
- التمييز بين أوجه التشابه والاختلاف.
- تحديد المعلومات حول الموضوع.
- قم بصياغة أسئلة تساهم في فهم أعمق للمشكلة.
- القدرة على توفير معيار للحكم على جودة الملاحظات والاستنتاجات.
- القدرة على تحديد ما إذا كانت العبارات مرتبطة ببعضها البعض ومع السياق العام.
- القدرة على تحديد القضايا الواضحة، والأفكار التي لم تظهر صراحة في الإثبات والأدلة.
- قم بتمييز الصيغ المتكررة.
- القدرة على تحديد مصداقية المصادر.
- التمييز بين الاتجاهات والتصورات المختلفة لحالة معينة.
- تحديد قدرة وكفاية وجودة البيانات في معالجة الموضوع.
- مهارة التنبؤ بالنتائج المحتملة أو المحتملة، من موقف أو مجموعة من المواقف.
تصنيف الموضة
وفقًا لـ Fachion، يمتلك التفكير النقدي ست مهارات:
- التفسير، بما في ذلك التصنيف والاستخراج وتوضيح المعنى.
- التحليل، والذي يتضمن فحص الأفكار وتحديد الحجج وتحليلها.
- التقييم، بما في ذلك تقييم الادعاءات وتقييم الحجج.
- الخاتمة، ومن مهاراتها الفرعية، البحث عن البدائل والوصول إليها والاستنتاجات.
- الشرح، بما في ذلك الاعتراف بالنتائج، وتبرير الإجراءات، وتقديم الحجج.
- التنظيم الذاتي بما في ذلك الفحص الذاتي والتصحيح.
خصائص المفكر
وفقًا لما يراه نيكرسون وريموند، هناك عدد من الخصائص التي يجب أن يمتلكها المفكر النقدي، والتي يجب أن يتبعها أثناء تفكيره ويتم تمثيله في سلوكه، وهذه الخصائص هي:
- يستخدم الأدلة بكفاءة عالية.
- ينظم ويعبر عن الأفكار بشكل متماسك.
- القدرة على التعلم الذاتي.
- يؤجل الحكم في حالة عدم وجود أدلة كافية تدعم أي قرار.
- افهم الفرق بين الاستدلال والتبرير.
- توقع النتائج المحتملة.
- تطبيق تقنيات حل المشكلات في مجالات جديدة.
- القدرة على إدراك أوجه التشابه والاختلاف غير الظاهرة.
- يفهم الفرق بين النتيجة التي قد تكون صحيحة والنتيجة التي يجب أن تكون صحيحة، ويميز بين الاستنتاجات المنطقية وغير المنطقية.
- حاول أن تفهم كل الافتراضات المتاحة وموضوعية الآراء.
التفكير النقدي والابتكار
عرّف تورانس الابتكار بأنه القدرة على استشعار الثغرات والمشاكل في المعلومات، والقدرة على صياغة واختبار وتعديل الفرضيات والأفكار، ثم الوصول إلى النتائج. ثم تم اتخاذ القرار. فيما يلي المقارنات الأخرى بين التفكير النقدي والابتكار:
التفكير النقدي | التفكير الابتكاري |
التفكير في هدف محدد للوصول إلى حل للمشكلة وهو بذلك يعتبر تفكيرًا متقاربًا. | يعمل على ابتكار أفكار جديدة من الأفكار المتاحة، والتي تعتبر بالتالي تفكيرًا متشعبًا. |
قبول المبادئ الحالية دون إجراء أي تغييرات عليها. | إنه يتجاوز المبادئ المقبولة والقائمة. |
إنه يتبع المنطق والنتيجة متوقعة. | إنه لا يتبع المنطق ولا يمكن التنبؤ بنتائجه. |
التفكير النقدي وحل المشكلات
يعتبر التفكير النقدي من أفضل الحلول في اتخاذ القرارات وحل المشكلات في مختلف المجالات، حيث يوفر حلولاً مدروسة ومناسبة في فترة زمنية معقولة. تتمثل أهمية التفكير النقدي في التعامل مع المشكلات فيما يلي:
- يساعد في إيجاد حلول للمشاكل بسرعة وسهولة.
- يؤدي إلى القرارات الصحيحة.
- يساعد على جعل الفرد أكثر وضوحًا في حل المشكلات.
- يؤدي إلى عدم ارتكاب نفس الأخطاء.
- تنفيذ الحوار والتعاون للوصول إلى الحلول المناسبة.
استراتيجيات التفكير النقدي
هناك العديد من استراتيجيات التفكير النقدي، وسبب تعددها يعود إلى الاختلاف في طريقة تطوير المفكر لمهارات التفكير النقدي، وفيما يلي بعض هذه الاستراتيجيات:
استراتيجية ماري ماكفارلاند
وهي مقسمة إلى استراتيجيتين، استراتيجية الدفاع عن وجهة النظر، واستراتيجية الكلمات المرتبطة، وقد تم تقديم هاتين الاستراتيجيتين على أساس أن لكل استراتيجية هدفًا ووصفًا لخطوات تنفيذها، وملاحظات و الإجراءات المتعلقة به، بالإضافة إلى علاقته بمهارات التفكير النقدي في تمييز البيانات ذات الصلة عن الآخرين.
استراتيجية أورايلي
تحدد هذه الإستراتيجية أن الخطوة الأولى لجعل الفرد مفكرًا نقديًا هي الشك فيما يسمعه ويقرأه.
استراتيجية مونورو وسلاتر
تعتمد هذه الإستراتيجية على مهارة التمييز بين الرأي والحقيقة، وذلك لتوضيح الخطوات التي يجب على المفكر أن يستنتجها عند التخطيط لتعلم التفكير النقدي، وتستند هذه الإستراتيجية على ثماني خطوات لتعليم الطلاب مهارات التفكير النقدي، والمفاهيم المتعلقة بها. لهم.
تحميل كتاب التفكير النقدي وحل المشكلات pdf
لتنزيل كتاب “التفكير النقدي وحل المشكلات” (الإصدار الثاني) بصيغة pdf للمؤلفين جون باتروورث وجيف ثويتس “”.
يجب على المفكر تحديد المشكلة وتحليلها جيدًا وربطها بمعلومات من مصادر موثوقة. وهكذا ننهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن مصطلحات ومفهوم وأهمية التفكير النقدي، بالإضافة إلى مهارات وخصائص التفكير النقدي.