من هو الفيلسوف الذي يرى الفلسفة علم الوجود بما هو موجود، علم الوجود من موضوعات الفلسفة، وهو العلم الذي يتخصص في دراسة الوجود نفسه، وكذلك دراسة الأشياء غير المادية، ويعتبر من أهم فروع الميتافيزيقيا، والجدير بالذكر أن علم الفلسفة هو أحد العلوم التي قد عُرفت منذ القدم، والتي قد اشتهر بها الكثير من الفلاسفة على مر العصور السابقة.

من يرى الفلسفة كأنطولوجيا كما هي؟

الشخص الذي يرى الفلسفة على أنها علم الأنطولوجيا مع ما هو موجود هو أرسطو. يعتبر أرسطو من أعظم تلاميذ أفلاطون، ومنافسه الوحيد في الجلوس على عرش الفلسفة. كما يعتبر أشهر مفكر في تاريخ البشرية، إضافة إلى كونه مؤسس علم النقد الأدبي، والأكثر تأثيراً في تنظير الأدب. في مختلف عصور التاريخ العالمي والبشري.

ولادة أرسطو

ولد أرسطو عام 385 قبل الميلاد في Astigira، وهي مدينة يونانية قديمة تقع على بحر إيجه. كانت عائلته معروفة بالطب. كان والده (Nicomachus) طبيبًا للملك المقدوني Amentis II. عندما بلغ أرسطو سن الثامنة عشرة، سافر إلى أثينا.

في أثينا، التحق بالأكاديمية، لاستكمال معرفته، وسرعان ما ظهر تميزه بين أقرانه، لذلك أطلق عليه أفلاطون لقب “العقل” بسبب ذكائه غير العادي، وطلب أرسطو الأكاديمية لمدة 20 عامًا، أي حتى وفاة صاحبها أفلاطون.

رحلة أرسطو إلى آسيا الصغرى

غادر أرسطو أثينا إلى آسيا الصغرى وتوجه إلى هيرمياس في آسيا الصغرى. (فيليبوس المقدوني) من أجل تربية ابنه الإسكندر الأكبر الذي كان يبلغ من العمر 13 عامًا، واستمر أرسطو في رعاية ولي العهد حتى بلغ الإسكندر الأكبر سن السابعة عشر، وبعد أن تولى الإسكندر الأكبر السلطة، عاد أرسطو إلى أثينا مرة أخرى في عام 335.

أنشئ مدرسته الخاصة

وجد أرسطو أن المدرسة الأفلاطونية مزدهرة، وأن تعاليم أفلاطون منتشرة على نطاق واسع، لذلك أنشأ مدرسة جديدة لنفسه في مكان يسمى (Lukion)، وأطلق على أتباعه اسم Peripatetics، مستمدًا من عادة أرسطو الذي اعتاد أن يتجول بين طلابه أثناء تعليمهم، وكان لكل التأثيرات السابقة دور رئيسي في طريقة تفكير أرسطو، لم يكن أرسطو فيلسوفًا بالمعنى المعروف فحسب، بل كان عالِمًا في العديد من فروع العلم المختلفة، لذلك لا يوجد فرع لم يلفت انتباهه، وكان أرسطو تلميذًا على يد أفلاطون، لكنه تعمد تصحيح الأخطاء التي وقع فيها أستاذه، فوجه نظره نحو الطبيعة التي تخلى عنها أفلاطون واتهمها. عن عدم تزويد الإنسان بالمعرفة الصحيحة، وكان ينوي أن يكون بحثه حسيًا بحتًا، على عكس أستاذه، الذي ارتقى في تأمله إلى عالم المثل العليا، في محاولة لجعل فلسفته عقلية طبيعية في نفس الوقت.

أخلاق أرسطو

الأخلاق حسب أرسطو هي ما يسعى الإنسان إلى تنفيذه على أرض الواقع، حيث يرى أن الفضيلة ليست ما تكتسبه من المعرفة، ولكن الأساس في هذا الصدد هو أن تفعل كل ما هو جيد وجميل، ويبدو أن أرسطو يستطيع لا يتخلص من نفوذ أستاذه أفلاطون الذي كان يعتقد أن الناس بطبيعتهم أشرار، لذلك نجد أن أرسطو يلتزم أيضًا بهذه العقيدة، إذ يعتقد أن على الفيلسوف أن ينقذ البشر من شرورهم، ولا يتركهم فيها. حفرة الرذيلة، وهذه النظرة قريبة جدًا من نظرية المثل العليا الأفلاطونية، والتي هي أساس فلسفة أفلاطون، وخلاصة هذه النظرية أن الناس كانوا في كهف مظلم، والفيلسوف هو من جلبهم. للضوء.

وعليه، فإن علم الأخلاق من وجهة النظر هذه هو علم مفيد للناس مثل أي علم آخر، وأن فائدته قد تكون أكبر للإنسان، طالما أن الأمر يتعلق بالسلوك اليومي للإنسان. الوجود، وإذا كان عامة الناس لا يقرؤون ولا يهتمون بقراءة كتاب عن علم الأخلاق، فإن مهمة الفيلسوف أن يأخذوا أيديهم إلى الطريق الصحيح، ما دامت حياة الإنسان تتأرجح بين ضار ومفيد، الفضيلة والرذيلة والسرور والألم، ومن ثم فإن هدف الأخلاق هو الخبرة العملية، من خلال الغوص في أعماق الإنسان، والتعرف على نواياه وأسراره، ومساعدته على التمسك بالفضائل عمليًا.

فلسفة أرسطو

تنبع فلسفة أرسطو الأخلاقية من مبدأ أساسي يُعرف فيه الإنسان بكونه اجتماعيًا ومدنيًا بطبيعته. الطبيعة البشرية تجعله يتوق للقاء الآخرين، ومن ثم يجتهد في تكامل القدرات، وتأمين الحاجات من أجل الوصول إلى سعادة الفرد وإسعاد المجتمع، وبالتالي السعادة التي تتحقق على أساس العمل المنضبط والعمل الصالح. الغرض من المجتمع البشري.

أرسطو مؤسس الفلسفة

عُرف أرسطو بأنه مؤسس الفلسفة المشائية، والسبب في ذلك أن أرسطو كان يلقي محاضرات نظرية لطلابه، وخاصة في الفلسفة، بينما كان يسير بينهم في ردهة مدرسته. كما أُطلق عليه لقب المعلم الأول في تاريخ الفلسفة لأنه كان أول من وضع أسس المنطق، وترك أرسطو إرثًا. من الناحية الفلسفية، سلط الضوء على المنطق في كتابه الأورغانون، وكتاب السياسة في السياسة، وكتاب السمع الطبيعي في الفيزياء. نُشرت دروس أرسطو في الأخلاق في كتابين.

الكتاب الأول بعنوان (Odematic Ethics) وهو شرح لتلميذه Oedimus، والكتاب الثاني (Nicomachias Ethics) وهو منسوب إلى والده Nicomachus، وتشير الآراء إلى أنه يعبر عن آراء أرسطو الأخلاقية، ومن خلالها يبدو أن المسار الأخلاقي لأرسطو كان في نفس الاتجاه، فيما يتعلق بمكافحة الادعاء بأن المتعة هي النهاية النهائية لأفعال الإنسان، يتبنى السعادة كبديل.

تأثير أرسطو على المجتمع

لقد أثر أرسطو بشكل كبير على جميع مفكري العالم بعلوم المنطق الصوري، وهو أحد القواعد الأولى للمنطق المعروفة للبشرية، حيث يمكننا التمييز بين مجموعة من المفاهيم مثل الإدراك والتصور بمعنى أنه يعبر عن شكل أو مظهر من مظاهر الواقع.

كتابات أرسطو

يذكر أن أرسطو ألف أكثر من 200 كتاب، لم يصل منها إلا القليل وضاع الباقي. يذكر عالم الفلك اليوناني بطليموس أن أرسطو كتب العديد من الكتب، بما في ذلك تلك الموجودة في الفلسفة، بما في ذلك الأدب والرياضيات والشعر والطبيعة والأخلاق. ومن أشهر أعماله “فن الشعر” وهو أحد كتبه التي وصلت إلينا.

كتاب الروح، وكتاب الشعر، وكتاب الأخلاق، وكتاب الكون والفساد، وكتاب الطبيعة، وكتاب البلاغة، وكتاب السياسة، وكتاب الدعوة إلى الفلسفة، وكتاب الفلسفة، دستور الأثينيين، كتاب الفيزياء، السمع الطبيعي.

وفاة أرسطو

أمضى أرسطو حياته في البحث وعلوم المعرفة حتى وافته المنية عن عمر يناهز 62 عامًا، في 7 مارس 384 قبل الميلاد، وبعد وفاته واصلت المدرسة المتجولة تقديم وتعليم القواعد الفلسفية التي وضعها أرسطو، والتي ساعدها في ذلك. الصراعات بين الانتقائية والكلاسيكية خلال القرن الأول قبل الميلاد في وضع فلسفة أرسطو كمرجع فلسفي لجميع الفلاسفة في المنطق والعلوم الطبيعية.