هل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حرام؟ ومن تساؤلات الأحكام الشرعية التي تم البحث عن أجوبة لها في الآونة الأخيرة، مع اقتراب ذكرى مولد النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث أن الدين الإسلامي دين واضح وسهل، و ليس فيه تعقيد، وأن أحكامه مناسبة لكل زمان ومكان، ولأن المسلمين اعتادوا الاحتفال بيوم المولد النبوي دون علمهم حكمه الشرعي، ففي هذا المقال يبين حكم الاحتفال بالنبي. عيد الميلاد.

عيد المولد النبوي

عيد المولد النبوي ذكرى المولد النبوي، وتحتفل العديد من الدول الإسلامية في العالم بهذا اليوم، وتعتبره عطلة رسمية، وقد عرّف العلماء الاحتفال بأنه تجمع للمسلمين لقراءة القرآن والاستماع. ودراسة سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – ودعوا عليه كثيرًا، وكان أول من احتفل بالمولد النبوي وهم العبيديون الفاطميون، وبعدهم أحياها الصوفيون.

:

هل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حرام؟

الجواب على ما إذا كان الاحتفال بالمولد النبوي ممنوعًا ينقسم إلى قسمين. الاحتفال به يحدث في شكلين. اتفق العلماء على النهي عن أحدهما، واختلفوا في جواز الآخر، فمنهم من أباحه، والبعض الآخر أبغضه. من السنة، وقد وضعوا لكل صورة من صور الاحتفال بيوم ميلاد الرسول – صلى الله عليه وسلم – قواعد وضوابط خاصة. ولعل توضيح الصورتين على النحو التالي:

  • الصورة الأولى للاحتفال بالمولد النبوي الشريف: وهي الصورة التي أجمع العلماء على النهي عنها قطعاً، وهي محرمة بالإجماع على المسلمين، فلا يجوز لأي مسلم الاحتفال بها على هذا النحو. بالعزف والغناء، وأن يبالغ المسلمون في مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأن يدعوه المسلمون ويصفونه بصفات الألوهية والربوبية.
  • الصورة الثانية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف: في هذه الصورة اختلف العلماء، فمنهم من حرمه، ومنهم من أباحه وهو يكره الأمر، ومنهم من أباحه، وهو أن يجتمع المسلمون يوم القيامة. المولد النبوي، اقرأ القرآن، واذكر الله، ودرس سيرة الرسول، وزاد من الذكر والدعاء، وأكلهم يأكلون ما أحله الله، ويزيدون في الحسنات، والعبادة، والطاعة.

:

يسمح لهم الاحتفال بعيد المولد النبوي

وبعد فحص ما إذا كان الاحتفال بالمولد النبوي محرماً، أجاز بعض العلماء الاحتفال بالمولد النبوي وتركوه في صورة لا تحتوي على مخالفات لما حرم الله.

  • قال الدكتور نوح القضاة من دائرة الإفتاء الأردني: إن الاحتفال بالمولد النبوي جائز، من خلال سرد سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والتعرف على صفاته، الصفات والأخلاق، ومن خلال الدروس الدينية التي تحث على التمسك بالدين، بشرط عدم المساس بمقدسات الله، وعدم وجود مخالفات شرعية مهما كانت صغيرة.
  • الإمام السيوطي: عند سؤاله عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي أجاب الإمام السيوطي أن أصل هذا الاحتفال هو تجمع الناس لتلاوة القرآن ودراسة سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم. عليه وسلمته وعلم الناس وأخبرهم عن معجزات الرسول الأعظم، وإذا توفر الطعام يؤكل ويطعم منه. بغير مبالغة أو مبالغة فهو بدعة حسنة ويؤجر من يفعلها بإذن الله.
  • د. وهبة الزهيلي: ذكر أن الاحتفال إذا اقتصر على تلاوة القرآن، والتذكير بسنة الرسول، والحث على اتباعها، وذكر الله ودعائه، وتعليم الناس أصول الدين، وتذكير الناس. من واجبات الدين الإسلامي وآدابه، فلا يكون هذا الأمر بدعة بشرط أن يخلو من المغالاة والمبالغة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. -صلى الله عليه وسلم.

:

أدلة على جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

واعتمد العلماء الذين أجازوا الاحتفال بالمولد النبوي على أدلة وأدلة استندوا إليها في حكمهم، منها:

  • وقد ثبت أنه لما أُعلن أبو جهل عن ولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان سعيدًا جدًا، وقام وأطلق العبيدة التي أخبرته بهذا الخبر، منذ ذلك الحين مع هذا التحرر. وبهذه الفرح يرتاح عذابه كل ليلة اثنين، إذ اعتبر العلماء عمله احتفالاً وفرحاً بمولد النبي.
  • وصحيح أمر الله سبحانه وتعالى لعباده في تعظيم شعائر الإسلام، وتكريم الرسول – صلى الله عليه وسلم – والاحتفال بميلاده من تبجيل الله. من طقوس الله.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين، فلما سأله الصحابة الكرام عن هذا العمل، قال: إنه يوم ولد فيه، ولذلك صام عليه، واعتبره العلماء ضمن الاحتفال بإحياء العبادة يوم ولادته.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم رسول رحمه الله عز وجل وأمر الله أن يفرح عباده برحمته.

– تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

إن المولد النبوي الشريف في القول السائد عند العلماء أنه من البدع المحرمة، وأنه من صنع العبيديين الفاطميين الذين يدعون انتمائهم للإسلام. لذلك نهى عنه كثير من العلماء، منهم:

  • ابن تيمية: حيث أشار إلى أن جلب المسلمين إلى شيء مشابه لما فعله النصارى مع نبي الله عيسى عليه السلام بدعة، وهو من المحرمات في الإسلام، إلا المسلم. قد يؤجر على حبه لرسوله الكريم واجتهاده إذا لم يخالف شرع الله.
  • الشيخ ابن عثيمين: أوضح أن ليلة المولد النبوي – صلى الله عليه وسلم – غير معروفة إطلاقا، فلا أساس للاحتفال بها تاريخيا أو أصيلا. وكذلك الحال في الشريعة، فهي من الأمور التي لم يرد فيها نص يثبت وجوده في زمن النبي، أو أن أحد الصحابة قام بها، فقد اكتمل الدين بموت الرسول.، ولا يجوز للمسلم أن يجتهد ويزيد فيه من الشرع، لأن كل ما يضاف هو بدعة.
  • الشيخ ابن باز: أكد أنه لا يجوز الاحتفال بالمولد النبوي، وأنه بدعة، ولا النبي ولا أصحابه.

الحجج ضد عدم شرعية الاحتفال بالنبي

وقدم من منعوا الاحتفال بالمولد النبوي عدة شواهد وأدلة تثبت صحة تحريم الاحتفال به، منها:

  • ولا يُعرف ولادة النبي – صلى الله عليه وسلم – على وجه اليقين. كان تاريخ ميلاده مختلفًا. قيل في التاسع من ربيع الأول، وقيل في الثاني عشر، وقيل في التاسع عشر، وقيل غير ذلك، حتى قيل أنه ولد في رمضان، فيحتفل الناس فيه. اليوم الثاني من شهر ربيع الأول ليس صحيحا تاريخيا.
  • ولا أصل لمولد النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا أصل له في الشريعة الإسلامية، حيث لم يحتفل به الرسول ولا الصحابة.
  • لقد أدخل الناس في الاحتفال بهذا اليوم أشياء كثيرة ممنوعة وغير مسموح بها، مثل المبالغة، والغناء، والآلات الموسيقية، والاختلاط بين النساء والرجال.
  • يوم عيد الميلاد هو ابتكار مبتكر قدمه الفاطميون العبيدون الذين ادعوا الإسلام، بعد ثلاثة قرون من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

:

هل التهنئة بالمولد النبوي الشريف حرام؟

بعد معرفة ما إذا كان الاحتفال بالمولد النبوي حرامًا، يتضح ما إذا كان التهنئة بالمولد النبوي الشريف حرامًا، حيث قسم علماء المسلمين التهنئة في الإسلام إلى قسمين:

  • النوع الأول: هو الذي يكره فيه التهنئة أو ينهى عنه، ويكون في الأعياد والمناسبات المبتدعة، أو النهي عن التهنئة. التهنئة مكروه والله أعلم.
  • النوع الثاني: وهو ما يكون في كل عيد أو مناسبة يشرعها الدين الإسلامي، أو تهنئة للتذكير بعبادة، مثل تهنئة رمضان، وهو تذكير بنعمته وصيامه، وتهنئة على صيامه. أعياد المسلمين وهذا النوع جائز ولا خلاف فيه والله أعلم.

:

وفي ختام مقال “هل الاحتفال بعيد المولد النبوي حرام؟” سبق وأن أوضحنا ما معنى المولد النبوي الشريف ومتى سيحدث. كما عُرف حكم الاحتفال بالمولد النبوي. راجعنا أقوال وآراء المعارضين لها من أهل العلم وأدلتهم. حكم التهنئة بالمولد النبوي.