طريقة البذر الصناعي، يمكننا تعريف البذر على أنه تدخل بشري متعمد لا يعتمد على الظواهر المناخية والطبيعية للظروف الجوية من أجل تعديل كمية وجودة وتوقيت وموقع هطول الأمطار، وهو ما يعرف علميًا (تغيير فيزيائي دقيق) عمليات السحب أو البذر الاصطناعي). والتي سنتعرف على خصائصها وطريقة تفعيل هذه الآلية التي أصبحت من الحلول التي تلجأ إليها الدول ذات الظروف المناخية القاسية في البيئات الجافة.

طريقة البذر الاصطناعي

تتم طريقة البذر الصناعي من خلال تقنية بث ما يسمى بسحب التكثيف المحفزة في الهواء، أو نواة كيميائية من يوديد الفضة، والتي تحتوي على هياكل بلورية تشبه التركيب البلوري لذرات الثلج، والتي تعمل على تجميد النواة وثاني أكسيد الكربون (الثلج الجاف) والأملاح الجافة وغاز البروبان الذي يرفع الهواء البارد الذي يجمد بخار الماء. كما أنه يزيد من حجم بلورات الجليد في السحب المتوسطة الارتفاع، حيث يتم العمل على موازنة ضغط البخار شديد البرودة، ويزداد قطر الجسيمات على حساب القطرات السائلة (المطر). وهكذا تتساقط الثلوج. بينما تتوسع جزيئات الثلج وتحطيمها، تمطر. يُعرف هذا بالبذر الساكن. بينما تعتمد عملية البذر في المواسم الحارة والاستوائية على استغلال الحرارة الكامنة الناتجة عن عملية التجميد والتي تعمل على تقوية التيارات الهوائية. ومن المعروف أيضا باسم البذر الحركي.

شروط نجاح البذر الصناعي

لكي تنجح طريقة البذر الصناعي، يجب أن تكون الغيوم شديدة البرودة، وتحت الصفر درجة مئوية. كما أنها تقع على ارتفاعات منخفضة. كما في السحب الركامية، بالإضافة إلى وجود التيارات الهوائية الصاعدة، اختيار الأوقات المناسبة للحقن، ومعرفة الكمية المناسبة من المواد التي يجب حقنها لتحفيز السحب.

عمليات البذر المطري

سنشرح فيما يلي طرق البذر الصناعي أو ما يعرف بطرق الحقن السحابي وهي كالتالي:

  • طريقة البذر الصناعي بالطائرات: في هذه الطريقة يتم رمي المحاقن بينما تحلق الطائرة فوق الغيوم، وهذه العملية تشبه نثر جزيئات الغبار من الطائرة.
  • طريقة البذر الصناعي بالأجهزة الأرضية: وتتم عن طريق رفع المواد الكيميائية إلى الأعلى عن طريق حركة التيارات الهوائية.
  • وطريقة البذر الاصطناعي من منصات إطلاق الصواريخ والمضادة للطائرات: يتم إطلاق المواد الكيميائية على أساس الصواريخ، وهي تشبه إلى حد ما إطلاق الألعاب النارية.
  • كذلك طريقة البذر الصناعي بالآليات الإلكترونية: تمت الموافقة عليها لأول مرة من قبل باحثين من جامعة جنيف في برلين بألمانيا. عن طريق تعريض الهواء فوقه لمضات من أشعة الليزر تحت الحمراء. لتحفيز ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي ليكونا عاملين محفزين لعملية البذر الصناعي. كما كانت في عام 2010 م.

طريقة البذر الطبيعية

يحدث البذر الطبيعي بعد تكوين نواة (تنوي) جزيئات الجليد في الغلاف الجوي. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن غالبية نوى الجليد من أصل بكتيري. غالبًا ما تستخدم هذه التقنية في المطارات لمكافحة الصواعق والضباب التي تعيق الحركة الجوية.

معلومات عن المطر الصناعي

يعود اكتشاف طريقة البذر الصناعي إلى عام 1947 م. سوف نقدم بعض المعلومات حول هذه التقنية:

  • يلجأ إلى البذر الاصطناعي، في البلدان التي يسود فيها المناخ الجاف.
  • هناك اعتقاد سائد بأن المحاولة الأولى للبذر المطري قام بها القائد الفرنسي نابليون بونابرت، الذي أطلق قذائف عمدًا باتجاه السحب، بهدف تفتيت أجزائها من أجل هطول الأمطار. كان ذلك في القرن السابع عشر.
  • بدأ باستخدام المناطيد الهوائية والطائرات الورقية لإيصال المتفجرات إلى الغيوم، لكن هذه الطريقة لم تنجح ؛ انتهى بالنيران. اليوم، تستخدم البلدان الكبيرة البذر الاصطناعي. بما في ذلك الصين، التي لديها أكبر برنامج بذر مطري في العالم.
  • تعود التجربة الأولى على البذر الصناعي إلى المنظمة الأسترالية للأبحاث العلمية والصناعية (الكومنولث) في عام 1947 م. وذلك من خلال العمل على (التلقيح السحابي) لجعلها تمطر، بحيث تستمر التجارب في هذا الصدد في معظم الدول.
  • تعتبر أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند من الدول الرائدة في هطول الأمطار. كما أن هناك أكثر من أربعين دولة حول العالم تلجأ إلى الأمطار الممطرة. بينما تلجأ ماليزيا إلى هذه التقنية لمكافحة ظاهرة الضباب الدخاني الذي ينتشر بكثرة ويسبب العديد من الحوادث حيث يحجب الرؤية ويشوهها.

مطر مطر في السعودية

بدأت طريقة البذر الصناعي تجد مكانًا لها في العديد من الدول العربية، وخاصة دول الخليج ذات المناخ الجاف، وكذلك في المملكة العربية السعودية والإمارات وعمان والمغرب. لقد حققت التجارب في هذه البلدان نجاحات متفاوتة. بل جاء في قرار مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، بعد الطلب المقدم من وزير البيئة والمياه والزراعة، في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الصادر بتاريخ 5/7/1441 هـ. هـ: قرر مجلس الوزراء الموافقة على برنامج المطر الصناعي بالمملكة.

فوائد المطر الصناعي

تلجأ الدول إلى استخدام هذه التكنولوجيا للأسباب التالية:

  • تعويض النقص الحاد في المياه في بعض الدول والمناطق.
  • تبريد درجات الحرارة المرتفعة.
  • ري المحاصيل والأراضي الحرجية للمحافظة على الغطاء النباتي والمراعي.
  • كما يمكن اللجوء إلى البذر المطري، على سبيل المثال: منع هطول الأمطار الغزيرة في بعض الأراضي الزراعية كإجراء احترازي لمنع تلف المحاصيل أو غرقها.
  • كما أنه يمنع تكون البرد أو الضباب فوق بعض المطارات المزدحمة مما يسهل إقلاع وهبوط الطائرات. كما هو الحال في بعض الدول الآسيوية، مثل ماليزيا التي تحتفظ بهذه التكنولوجيا في مطاراتها.
  • ردم السدود وزيادة احتياطيات المياه الجوفية في الآبار الجوفية.

اضرار المطر الصناعي

مع تبني الدول لطرق وتقنيات الاستمطار المطري، ظهرت العديد من الخلافات، بما في ذلك:

  • وتعددت الأصوات التي تحدثت عن جوازها القانوني والأخلاقي، وهل هي مسألة مشروعة.
  • ارتفاع تكلفة المواد في تطبيقه مقارنة بنتائجه والتي لم تتجاوز حاجز الـ 10٪.
  • احتمالية حدوث آثار ضارة للمواد الكيميائية المستخدمة في حقن الغيوم وتلقيحها على صحة الكائنات الحية والبيئة.
  • الخوف من تسرب ذرات يوديد الفضة والسامة للمحاصيل الزراعية أو مياه الشرب. سطح – المظهر الخارجي.

أمطار اصطناعية في الإمارات

أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة برنامجها الدولي والبحثي حول الاستمطار وتقنياته وتطبيقاته داخل وخارج حدود دولة الإمارات العربية المتحدة للاستفادة من نتائجه.

المطر في الاردن

المملكة الأردنية الهاشمية هي أحدث دولة عربية تطبق طريقة المطر الصناعي. كما أعلنت دائرة الأرصاد الجوية الأردنية أنها أجرت أول عملية بذر اصطناعي في شمال العاصمة عمان. على وجه التحديد في منطقة سد الملك طلال. لمعالجة أزمة المياه في البلاد. كما تصنف المملكة الأردنية في المرتبة الثالثة في العالم من حيث نصيب الفرد اليومي الضئيل من المياه.

أمطار اصطناعية في سلطنة عمان

لجأت سلطنة عمان إلى أول تجربة بذر صناعي في عام 2013، كما تم إنشاء أول محطتين للبذر المطري تعمل بالبواعث الأيونية وتقع في جبل الثراء والجبل الأخضر على ارتفاعين يقدران بأكثر من 1400 إلى 1600 متر، تبلغ مساحتها حوالي 21000 كيلومتر مربع. وقد تم اعتماد الأسس العلمية والظروف المناخية الملائمة من ارتفاع نسبة الرطوبة وارتفاع التيارات الهوائية وغيرها، حتى أن تجربة سلطنة عمان في مجال البذر المطري كانت ناجحة بكل المقاييس.

بهذا نكون قد أوضحنا آلية طريقة البذر الصناعي والتي تصنف على أنها تدخل بشري محدود لتلقيح الغيوم بمواد مكثفة سواء طبيعية أو كيميائية، والتي توصل إليها الإنسان بفضل الله تعالى أولاً وثانيا بالعلم والمعرفة والملاحظة والخبرة، والهدف من ذلك تحسين الظروف المناخية كتدبير يتم من خلاله معالجة الاحتباس الحراري والمطر الذي شهده الكوكب في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى مشاكل كبيرة لها آثار سلبية التأثير على المحتوى البيئي بأكمله.