الشخص الذي يدرس الماضي ويكتب عنه يعتقد أن التاريخ لا يسجل تاريخ الفرد، أو أنه يكتب حدثًا تاريخيًا حدث في وقت معين، أو أنه تاريخ شعب وتاريخ أمة، أو أن التاريخ الكامل يعرف باسم تاريخ البشرية الشامل، بل هو تحليل وفهم مجموعة من الأحداث التاريخية التي حدثت في وقت معين، ويتم ذلك باستخدام طريقة تصف وتسجيل كل الحقائق والأحداث الماضية، وتحللها، وتشرحها على أسس علمية، وأن هذه الأساسيات صارمة للوصول إلى الحقائق، وأن هذه الحقائق تساعد على فهم الماضي، وفهم الحاضر، والتنبؤ بالمستقبل.
شخص يدرس ويكتب عن الماضي
الشخص الذي يدرس الماضي يسمى مؤرخًا، وما يعقد المهمة الخاصة للمؤرخ هو التعامل مع الشخص بدوافعه المختلفة والعمل على هيكله المعقد، وكذلك حقيقة أن جميع الموضوعات التي يتعامل معها، مثل ظروف البيئة الجغرافية، وأن الغرض منها هو شرح الجهود البشرية والعمل على كيفية تأثير هذه الظروف عليهم، أو تأثيرها عليهم، وأن المؤرخ لا يعمل كقاضي لإعادة المحاكمة مع الأفراد الذين سبق لهم سبق إدانته، خاصة وأن هذه العدالة تكمن في الأحكام التاريخية التي لا يمكن تحقيقها بطريقة سهلة، ويمكن استخدام هذه الطريقة لتحويل البحث التاريخي إلى أسلوب دعاية.
توصيف المؤرخ
يجب أن يكون للمؤرخ مجموعة من الصفات، ومن أهم خصائص المؤرخ الموضوعية والانفصال عن كل الانفعالات والأهواء والميول، ويميز المؤرخ استقلالية شخصيته وغيابها. التفاني الكامل في كل ما يقرأه في الوثائق والأوراق. بالإضافة إلى أن كل هذا يخضع لميزان نقدي، وهذا التوازن هو توازن حساس، وهذا التوازن لا يعطي المؤرخ الاعتراف المطلق بالآراء التي كان لديه من قبل والتي وافق عليها للآخرين، ويمكن للبحث والبحث أن توصله إلى نتائج مخالفة لما قاله سلفه.