أسباب الحرب العالمية الأولى، حيث حدثت هذه الحرب المدمرة بعد عدة عوامل وأسباب وتراكم، وكان الصراع بين الدول الكبرى والقوى العظمى في ذلك الوقت، حيث خرج منها معظم الأطراف خاسرة، و في هذه المقالة سوف نعرف ما هي أسباب الحرب العالمية الأولى.

ما هي الحرب العالمية الأولى؟

إنها الحرب الكبرى التي دارت في أوروبا ثم امتدت إلى بقية العالم بين عامي 1914 و 1918. بدأت هذه الحرب عندما غزت الإمبراطورية النمساوية المجرية مملكة صربيا، أعلنت روسيا الحرب على النمسا، ثم دخلت ألمانيا الحرب كحليف للنمسا، ثم دخلت فرنسا وبريطانيا كحليفين لروسيا، أصبح التحالف الثلاثي روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة ضد التحالف الثلاثي والنمسا والمجر وألمانيا وإيطاليا، سجلت هذه الحرب استخدام الأسلحة الكيماوية لأول مرة، كما تم قصف المدنيين من السماء لأول مرة أيضًا.

أسباب الحرب العالمية الأولى

بعد تراكم عوامل كثيرة اندلعت شرارة الحرب، وفيما يلي أسباب الحرب الأولى:

  • التحالفات السياسية والعسكرية: في القرن التاسع عشر بذلت الدول الأوروبية الكبرى جهدًا كبيرًا للحفاظ على توازن القوى في جميع أنحاء أوروبا، ونتيجة لذلك، ظهرت شبكة معقدة من التحالفات السياسية والعسكرية في جميع أنحاء أوروبا في عام 1900.
  • سباق التسلح: نمت قوة ألمانيا الاقتصادية وصناعتها بشكل ملحوظ بعد توحيد ألمانيا في عام 1871، والحرب الفرنسية البروسية، وتوسعت الإمبراطورية البريطانية متفوقة على ألمانيا، ونتيجة لهذا التوسع، انتقل سباق التسلح من بريطانيا وألمانيا إلى جميع أنحاء أوروبا.
  • نزاعات البلقان: التحول الحقيقي في اندلاع الحرب العالمية الأولى يرجع إلى التحول في ميزان القوى بعد حرب البلقان، عندما أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الضم العسكري للبوسنة والهرسك، وكان هذا عرفت فيما بعد بالأزمة البوسنية، بسبب ضم الأراضي العثمانية السابقة من قبل البوسنة والهرسك، وهذا ما أغضب صربيا ورعاتها من القومية السلافية والأرثوذكسية الشرقية في الإمبراطورية الروسية.
  • حادثة سراييفو: بمناسبة زيارة ولي العهد النمساوي الأمير أرشيدوق فرانز فرديناند وزوجته إلى عاصمة البوسنة والهرسك، في غضون ذلك، تجمعت مجموعة من ستة قتلة في الشارع الذي سيمر من خلاله موكب، ينتمون إلى البوسنة الصغيرة. حركة مجهزة من قبل منظمة بلاك هاند السرية.
  • تصاعد العنف في البوسنة والهرسك: بعد حادثة سراييفو، شجعت السلطات النمساوية العنف ضد السكان الصرب، كما ظهرت أعمال شغب مناهضة للصرب في سراييفو، وازداد العنف والقتل والتخريب في جميع أنحاء البلاد.
  • أزمة يوليو: أدى اغتيال ولي العهد النمساوي إلى بدء مشاورات دبلوماسية استمرت لمدة شهر بين النمسا والمجر وألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا.

أسباب دخول الولايات المتحدة الحرب

فيما يلي الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى دخول الحرب العالمية الأولى:

  • تقليص هيمنة الإمبراطورية الألمانية.
  • عدم احترام ألمانيا للاتفاقيات الدولية من خلال غزوها بلجيكا.
  • المعاملة القاسية للألمان تجاه سكان الأراضي التي احتلوها.
  • حرب الغواصات التي شنها الألمان، والتي أضرت بشدة بالمصالح الاقتصادية الأمريكية، وبرقية زيمرمان، تعتبر الذريعة التي اتخذتها أمريكا لدخول الحرب، حيث اقترحت ألمانيا على المكسيك أن تكون حليفًا لألمانيا في حالة نشوب حرب بين ألمانيا والولايات المتحدة. الولايات المتحدة.

تأثير الحرب العالمية الأولى على العالم العربي

تدهورت علاقة العرب بالعثمانيين بسبب سياسة الاستبداد التي مارسها العثمانيون ضد أبناء الوطن العربي. قيام دولة عربية مستقلة، وبدلاً من ذلك نفذت هي وفرنسا معاهدة سايكس بيكو التي قسمت الشرق الأوسط ومهدت الطريق لقيام الدولة الصهيونية في فلسطين.

نتائج الحرب العالمية الأولى

أسفرت الحرب العالمية الأولى عن خسائر مادية وبشرية ضخمة، وفيما يلي أبرز نتائج الحرب العالمية الأولى:

  • خسائر بشرية ومادية خطيرة تقدر بتسعة ملايين قتيل، وعدد كبير جدًا من الجرحى، وكانت روسيا الدولة الأكثر خسارة في الأرواح البشرية.
  • تراجع مراكز أوروبا في العالم خلال الحرب، حيث اضطرت الدول الأوروبية المتحاربة إلى شراء الكثير من المعدات والمواد الحية من دول لم تتضرر من الحرب، مثل: الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، و وهو ما جعل أوروبا تغرق في الديون التي دفعتها من احتياطيات الذهب التي تمتلكها، كما أدى إلى ظهور التضخم، وتراجع قيمة النقود الأوروبية.
  • مؤتمر السلام 1919: بعد أن وافقت ألمانيا على توقيع الهند بناءً على مبادئ ويلسون، حيث اعتقدت في ذلك الوقت أن مؤتمر السلام سيصدر قراراته واتفاقياته، مستوحاة من الأفكار السامية التي أدرجناها في تلك المبادئ، لكن لم يحدث أي من هذه القرارات .
  • التكليف: وافق المؤتمر واعترف بشرعية انتداب الدول المستعمرة على دول المشرق العربي رغم اعتراض الأمير فيصل بن الحسين الذي حضر المؤتمر بصفة مراقب.

جرائم الحرب العالمية الأولى

قتل جنود ألمان مدنيين في مدينة أنديني، خوفا من المقاومة الشعبية في فرنسا وبلجيكا، وكان من بين الضحايا العديد من النساء والأطفال. لقد أجبروا الآلاف على مغادرة المدينة، وأدان المجتمع الدولي هذه الأعمال.

الثورة العربية الكبرى

حرض المكتب العربي في الخارجية البريطانية على الثورة العربية الكبرى بمساعدة بريطانيا، حيث اندلع حريق من مكة على ثكنات الجيش العثماني، احتجاجا على رفض العثمانيين لمطالب الشريف حسين الخاصة بإعلان العفو عن المتهم السياسي العربي والإفراج عنهم، قبل أن يشنقهم جمال باشا السفاح، وبعد هذه الحادثة أعلن الشريف حسين اندلاع الثورة العربية الكبرى.

نهاية الحرب العالمية الأولى

تم اختيار باريس بدلالات سياسية لتكون مقرًا لمؤتمر السلام، ومن بين هذه المؤشرات أن الرئيس الأمريكي ويلسون فضل باريس التي كانت تعج بالقوات الأمريكية، وأن فرنسا هي الدولة الأكثر خسارة في الأرواح وفي المدى. من التخريب بين دول الحلفاء، حيث تم تدمير المناجم والمصانع والمدن في شمال فرنسا على يد القوات الألمانية التي كانت تنسحب من موقع إلى آخر، ولهذا كانت الدولة الأكثر استحقاقا بعقد المؤتمر، وحضوره المؤتمر في باريس يجعل كلمة الشعب الفرنسي مسموعة بقوة أكبر داخل أروقة المؤتمر.

عقد مؤتمر السلام الأول في 18 يناير 1919، وتم التوقيع على معاهدة فرساي مع الألمان في 28 يونيو 1919، في الذكرى الخامسة لحادث سراييفو، وبعد ذلك تم توقيع معاهدات السلام مع المجر وتركيا، في حين أن الولايات المتحدة لم تكمل الدول معاهدة لوزان من جانب واحد مع ألمانيا فقط في 25 أغسطس 1921، ومع تركيا، لم تدخل معاهدة لوزان في يوليو 1923 حيز التنفيذ حتى أغسطس 1924.