هجاء ابن الرومي للاخفش، يعتبر الشعر هو المتنفس للشعراء ووسيلة للعيش، حيث ان رغب الشعراء في الكسب فيقومون بالشعر المداح لمن لهم مكانة وشأن وأصحاب أموال، اذ يتواجد العديد من القصائد الهجائية المتداول فيما بين الناس، وبين سطور مقالتنا الاتية وطرحنا الاتي، سوف نتطرق لمعرفة قصيدة ابن الرومي في الخفش بالشكل الاتي.
هجاء ابن الرومي للاخفش
عرف وامتاز شعر ابن الرومي باحساسه الصادق والعذوبة الشعرية، حيث أنه قام من خلال شعره بالابتعاد كل البعد عن التلفيق والمراءاة، وتتنوع الأغراض الشعرية في شعره، اذ أنه برع في هجاءه وتصدر رأس تلك الأغراض، حيث اعتبر هجاءه الشعري قاسيا بشكل كبير، وذلك من خلال جعل الشخص الذي يقوم بهجاءه عبارة عن أضحوكة ورسمه بالصور الكاريكاتورية المقدمة من خلال أشعاره، ومن أشهر تلك القصائد المختصة به ما يقول فيها:
- ألا قُل لنحويِّكَ الأخفش أنِسْتَ فأقصِرْ ولم تُوحِشِ.
- أبا حسن إنّني سائلٌ فأعدد جواباً ولا تَدْهش..
- أليسَ أبوك بني آدمٍ فأنَّى طُمسْتَ ولم تُنقَش.
- ولمْ جئتَ أسودَ ذا حُلكةٍ ولم تأتِ كالحية الأرقش.
- لقد غُشّ فيك أبٌ غافلٌ فما دُهمةٌ فيك لم تُغشَش.
من هو ابن الرومي
سنتعرف بعد أن تم معرفتنا بقصيدة الهجاء بمن هو ابن الرومي، اذ أنه: ( أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي)، باعتباره أحد أهم الشعراء البارزين خلال العصر العباسي بالقرن الثالث الهجري، فهو أيضا من طبقة المتنبي وبشار بن برد والبحتري، هذا وأنه قد شهد في حياته العديد من النكبات التي عاصرها والحوادث الملمة به والتي أثرت وانعكست علي شعره وقصائده المتنوعة ما بين: مدحا،هجاءا، وصفا، مدحا، رثاءا، كما وأن له ديوان شعر مطبوعا.
من هو الأخفش
الأخفش هو، أبو الحسن علي بن سليمان بن الفضل، حيث أنه عرف أيضا بلقب ( الأخفش الأصغر)؛ اذ تعي تلك الكلمة في قواميس ومعاجم اللغة العربية/ صغير العين من السوء في بصرها، ويتم كتابة تلك الكلمة بفتح الهمزة والتسكين لحرف الخاء المعجمة والقيام بفتح حرف الفاء وبعدها شين معجمة، حيث كان الأخفش من ضمن العلماء الثقات.
- يعتبر الأخفش هو غير الأكبر أو الأخفش الأوسط، حيث أن الأكبر متمثلا في: أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد، وهو يعتبر نحويا ولغويا، وله العديد من الألفاظ الغوية التي تم نقلها عن العرب وانفرد في ذلك، وقد أخذ عنه سيبويه، في حين أن الأوسط هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة، وكان صاحبًا لسيبويه.
سبب الخلاف بين ابن الرومي والأخفش
سنتعرف علي السبب وراء هجاء ابن الرومي للأخفش، وهو متمثلا حين بدأ ذلك الخلاف فيما بينهما بمنافسة شرسة، اذ أن الأخفش يتجه الي بيته باكرا ويقف عند الباب المختص بها ويقول الكلام الذي يتطير به، وفي حين كان عندما يسمع ذلك ابن الرومي يقوم بالملازمة لبيته يوما كاملا، لأمه كان كثير التطوير من الكلام وعندما كثرت هذه الأفعال والأقاويل من الأخفش، قام بهجاءه ابن الرومي من خلال شعره بقصائدا عديدة، فما كان من الأخفش الا القيام بحفظها ويورد منها ما يتم استحسانه في جملة حديثة ويقوم بالمفاخرة بأن ابن الرومي ذكره ونوه بذلك، ففي حين تم العلم من قبل من ابن الرومي بما فعله الأخفش أقصر عن الهجاء له.