ما هي التربية الرقمية وأهميتها في التعليم؟ وهذا السؤال الذي يتداوله الناس كثيراً في ظل التقدم العلمي والتقني الحديث ودخول التكنولوجيا الحديثة إلى كل منزل وتفشيها دون ضوابط أخلاقية أو اجتماعية، ومع أن الكثير من الدول تولي له الأهمية العظمى لمواكبة التطور والخروج عن الروتين وتسهيل العمل المؤسساتي داخلها وخاصة في مجال التربية والتعليم، وفي مقالنا اليوم عبر سنتعرف على ما هي التربية الرقمية وأهميتها وشرح مفهوم التحول الرقمي بالإضافة للتكلم عن مميزاته وعيوبه وذكر الفرق بينه وبين التعلم الالكتروني والتوسع في شرح كل ما يوسع فكر قرائنا الكرام فيما يخص هذا الموضوع، تابع هذا المقال.
ما هي التربية الرقمية؟
التربية الرقمية هي استخدام التكنولوجيا المسؤولة والقادرة على توفير القدرة على المشاركة الإيجابية والنقدية المصحوبة بالكفاءة سواء كان في المجتمع أو السياسة أو الحكومة والبيئات الرقمية المختلفة، وبشكل آخر يمكن القول أن التربية الرقمية بأنها الاستخدام المسؤول والأخلاقي والآمن لكافة المعلومات إضافة إلى تكنولوجيا الاتصالات من قبل الطلاب ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع ومشاركين في المجتمع العالمي، ولقيمتها الفاعلة سنجد لها أكثر من تعريف، فالبعض يصفها بأنها أساليب السلوك المعتمدة في استخدام التقنيات المتعددة والتي تعتبر هي المعايير المثالية للسلوك الفردي والجماعي الأخلاقي والمسؤول من حيث الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا وفق العادات والمهارات الاجتماعية المكتسبة لإعداد جيل واعي ومثقف أخلاقياً يستخدم التكنولوجيا بالطريقة الصحيحة والسليمة.
وبشكل عام يمكن القول أن ما جعل من التربية الرقمية مطلباً ملحاً هو انتشار السلوكيات الفردية أو الجماعية الغير لائقة، وخاصتاً في ظل انتشار الجرائم الالكترونية مثل المواد الإباحية و التعرض للاحتيال الالكتروني أو الابتزاز والقرصنة والتهديدات والتنمر والمضايقات وسرقة البيانات حتى أن السلوكيات الغير لائقة في بعض الأحيان وصلت حد الإرهاب والاعتداء الجنسي على القصر من اختلال استدراج هؤلاء الناس بأهمية التربية الرقمية في التعليمطرق مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي أو المنصات الالكترونية.
شاهد أيضاً: كتاب المهارات الرقمية الصف السادس
أهمية التربية الرقمية في التعليم
إن الحكم على التربية الرقمية يكون من خلال النظر إلى أهميتها في تغيير الواقع المبتذل إلى واقع أخلاقي ومعياري يعكس البيئة الحقيقية التي نشأنا بها وتربينا داخلها، وفيما يلي نقدم لكم هذه الأمور التي تجعل من هذه المنظومة الحديثة مهمة للغاية وهي الآتي:
- خلق الفرص المثالية: في ظل التكنولوجيا الرقمية الحديثة يقوم أرباب العمل بتتبع الطلاب حديثي التخرج الكفوئين أو الموظفين المحتملين والحكم عليهم من خلال ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك من المهم جداً تعليم الطلاب كيفية إنشاء شخصياتهم على الإنترنت بشكل تظهر صورة إيجابية وبناءة عنهم.
- تعزيز الاحترام: حيث أن التربية الرقمية تساعد في ضمان الممارسة الناجحة للطلاب لمجالاتهم المختلفة في أجواء يسودها الاحترام والمسؤولية تجاه أنفسهم والآخرين في هذه البيئة الافتراضية.
- الأمان: تدعم التربية الرقمية الأطفال والشباب مشاركتهم الفعالة بشكل آمن ونقدي ومسؤول في عالم التقنيات الرقمية ومواقع الشبكات الاجتماعية.
- الحماية من التنمر: فعادة ما يؤدي نقص الوعي بالتربية الرقمية إلى التنمر الإلكتروني الذي غالبًا ما تكون عواقبه وخيمة، فالتنمر الإلكتروني هو أحد أشكال التنمر أو المضايقة باستخدام الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب والأجهزة المحمولة والأجهزة اللوحية.
- منع التسلط: إن تثقيف الطلاب حول التربية الرقمية يحمي حقوقهم الإنسانية ويعرفهم بها ويحميهم من التسلط الذي من الممكن أن يتعرضوا له عبر الإنترنت.
- زيادة الوعي: من حيث أن التطور الحاصل في مفهوم التربية الرقمية يشمل العديد من القدرات والكفاءات والخصائص والسلوكيات العامة للأفراد والتي تحفزهم على استغلال الفرص والفوائد التي يوفرها العالم الرقمي إضافة إلى خلق المرونة في مواجهة العيوب المحتملة.
- تنمية ذكاء الطفل: فهي تساعد الأطفال على أن يزيدوا قدرتهم من الذكاء ليكونوا آمنين عند استخدامهم للأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعية بما في ذلك تجنب التنمر أو إرسال الرسائل النصية المسيئة والمهينة وما إلى ذلك في هذه البيئة الافتراضية.
- تعزيز اكتساب المعرفة: تساهم التربية الرقمية في اكتساب الكثير من المعرفة والمهارات الجديدة الخاصة بالتواصل الفعال والبناء وذلك من خلال الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا وممارسة كافة أشكال المشاركة الاجتماعية والتفاعل بالشكل الذي يحترم حقوق الإنسان وكرامته.
ويجدر الذكر أنه رغم وجود الكثير من الموارد المتاحة عبر الإنترنت إلا أنه ليست جميعها أصيلة وأصلية، لكن في ظل تعليم هؤلاء الطلاب التربية الرقمية الصحيحة فمن الممكن أن يسهل عليهم العثور على المعلومات المطلوبة والقيام بتحديدها وتبسيطها واختيارها من مصدرها الاصلي والحقيقي.
المواطنة الرقمية
اشتق مصطلح المواطنة الرقمية من مصطلح التوطين الرقمي الذي يشير إلى التربية الرقمية في حين يرتبط مصطلح المواطنة بالأشخاص الصالحين المتدربين على التربية الرقمية، ففي بيئة التعليم عبر الإنترنت سريعة النمو أصبح مفهوم المواطنة الرقمية أكثر قوة دافعة تقف وراء كيفية استخدام مدربينا وطلابنا للتكنولوجيا في رحلتهم للتعلم، حيث أنها تحدد كيف يجب على كل منا استخدام هذه التكنولوجيا المتنامية وقدرتنا على التواصل والتفاعل معها بشكل مناسب ومسؤول، وتتلخص شروط المواطنة الصالحة فيما يلي:
- الاهتمام بآداب الإنترنت
- اتباع قوانين الإنترنت
- البقاء آمنًا عبر الإنترنت
- اتخاذ قرارات أخلاقية
- معرفة ما يجب فعله وما لا يجب فعله أثناء الاتصال عبر الإنترنت.
ومن خلال ممارستك المواطنة الرقمية الصحيحة ستجد أن لها تأثير لا يمكن إنكاره على برامج التعليم الإلكتروني، فهي لا تتضمن الطلاب في مفهومها فقط بل تشمل كل شخص يتواصل اجتماعياً عبر الانترنت من المعلمين والطلاب والأفراد والموظفين والمزيد، فعندما يفهم الطلاب ويمارسون المواطنة الرقمية في الفصل الدراسي بشكل صحيح سوف تصبح بيئة التعلم عبر الإنترنت أكثر من مجرد مكان للتعاون ليشاركوا فيها أفكارهم بكل حرية وبكل راحة واطمئنان.
محو الأمية الرقمية
مصطلح محو الأمية الرقمية يعني امتلاك الافراد بشكل عام في المجتمع لكافة المهارات التي يحتاجونها للعيش والتعلم والعمل والتأقلم في هذه البيئة الاجتماعية الافتراضية، وخاصة في ظل تزايد الاتصال والوصول إلى كافة المعلومات بشكل متسارع من خلال تقنياتها الرقمية الحديثة مثل منصات الإنترنت والوسائط الاجتماعية وغيرها، وتنطوي عملية محو الأمية الرقمية على عدة عناصر تهدف إلى تطبيقها وإحلال المعرفة الرقمية مكانها وهي التالي:
- تنمية مهارات التفكير النقدي لديك: فعندما نواجه الكثير من المعلومات في حياتنا الرقمية وبتنسيقات مختلفة فإن هذا يتطلب منا فتح نوافذ جديدة للبحث عن المعلومات الجديدة و غربلتها وتحليلها وتقييمها للحصول على الأفضل لتطبيقها وإنتاجها وهذا ما يسمى التفكير بشكل نقدي.
- الاتصال السهل: وهو جانب رئيسي من محو الأمية الرقمية فعند التواصل في البيئات الافتراضية المختلفة يعتبر امتلاك القدرة الخاصة على التعبير عن الأفكار بوضوح تام وطرح الأسئلة ذات الصلة في ظل الحفاظ على الاحترام المتبادل إضافة إلى بناء الثقة لا يقل أهمية عن التواصل الشخصي المباشر.
- المهارات العملية: وهذا العنصر مهم جداً في النهج المتبع لمحو الأمية الرقمية عند استخدام التكنولوجيا الحديثة للوصول إلى المعلومات الهامة والعمل على إدارتها ومعالجتها وإنشاءها بطريقة أخلاقية، كما أنها تعد عملية تعلم مستدامة بسبب التطبيقات والتحديثات الجديدة المستمرة.
- الوصول إلى الاحتراف: تعد محو الأمية الرقمية مهمة جداً في هذه المرحلة، فهي تعد الأشخاص ليدخلوا في المستقبل إلى عالم الإحتراف بعد خروجهم من البيئة الجامعية التقليدية، وهذا يرتبط بالبيئات الجديدة التي ستطبق فيها ما تعلمته سابقاً كمكان عملك الجديد بعد التخرج، ففي هذه المرحلة من حياتك المهنية تتطلب منك التفاعل مع الأشخاص في البيئة الرقمية الجديدة لاستخدام المعلومات وإنشاء الأفكار الخلاقة لتكوين المنتجات الجديدة في عمل تعاوني وتشاركي في ظل حفاظك على هويتك الرقمية ورفاهيتك لتواكب التقدم الرقمي بوتيرته المتسارعة.
ما مفهوم التحول الرقمي في التعليم؟
مؤسساتياً، يشير التحول الرقمي في التعليم إلى تعزيز العمليات التجارية الأساسية للمؤسسة لتلبية المتطلبات الجديدة للعملاء بكفاءة عالية من خلال العمل على الاستفادة من البيانات والتكنولوجيا، أما في صناعة التعليم فغالباً ما يكون العميل المستهدف هنا طالبًا أو أعضاء هيئة تدريس وحتى موظفين وخريجين جدد، ومن هذا المنطلق سنجد أنه يمكن لرقمنة قطاع التعليم في كافة المجالات والأنشطة التعليمية من شأنه أن يعود بالفائدة على كل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وغالبا ما يشمل التحول الرقمي الهادف إلى تعزيز الخبرة التجريبية لدى الطلاب وعدم حرمانهم من تعلم ما هو جديد والحفاظ على ما تمت دراسته سابقاً، فعلى واجب كل دولة وحكومتها أن تضمن لمواطنيها الاستمرار تأمين الأرضية المناسبة لمواصلة عملية التعليم في كافة الظروف وهذا ما تسعى إليه التربية الرقمية تماماً، ويشمل التحول الرقمي الذي يهدف إلى تعزيز تجربة الطالب ما يلي:
- السماح للطلاب بالتسجيل للقبول عبر تطبيق الهاتف المحمول أو تطبيق الويب
- توفير مجموعة واسعة من خيارات التعلم عبر الإنترنت
- استخدام التكنولوجيا لتتبع تقدم الطالب وتشغيل بروتوكولات التدخل
- السماح للكليات بتنظيم دروس عبر الانترنت
المجالات الرئيسية للتحول الرقمي في التعليم؟
لا يقتصر التحول الرقمي في التعليم على تحسين تجربة الطلاب فقط وإنما يتعدى بمفهومه ذلك إلى التركيز على البيئات التدريسية كافة من التعليم الابتدائي حتى التعليم العالي والاختصاصات وغيرها، خاصة بعد انتشار الوباء العالمي كورونا والذي أدى بدوره إلى فرض سياسات الاقفال الجزئي والعام والتي كان من شأنها أن تدمر البنية التحتية للتعليم وفقدان الطلاب مهاراتهم وخبراتهم وتدني نسب التعلم، وهذا كفيل بتدمير أمة بكاملها من حيث أن مستقبل كل أمة يقاس بعلم ووعي أبنائها،ويمكن تصنيف التحول الرقمي في قطاع التعليم إلى ثلاث فئات رئيسية وهي التالي:
- التحول الرقمي في بيئة الحرم الجامعي: والتي تهدف إلى تحليل إمكانية عودة الطلاب إلى الجامعات والكليات بشكل طبيعي بعد أن انخفضت حدة الوباء وفق بعض الإجراءات مثل نظام الفحص الحراري للطلاب والحضور الشخصي دون تلامس والالتزام بالتباعد الاجتماعي إضافة إلى نظام أقنعة الوجه وإجراءات السلامة الأخرى.
- التحول الرقمي في بيئة التعلم: فقد بدأت المعاهد التعليمية تدرك أهمية التحول الرقمي في صناعة التعليم مع الزيادة المتنامية في استخدام الفصول عبر الإنترنت وحلول مؤتمرات الفيديو الخاصة بالطلاب والقيام بالرحلات الافتراضية على الانترنت وتطبيق منصات التعليم إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة التي تدعمه وغيرها.
- التحول الرقمي في طريق التدريس: من خلال استخدام تقنيات متعددة مثل الفصل الدراسي الذكي المشابه للفصل الواقعي والتقييمات للطلاب التي تعتمد على الذكاء الصناعي وتحليلات الذكاء الاصطناعي للبيانات الضخمة مع تضمين إجراء الامتحانات التجريبية لهم ومراقبتهم باستخدام عدد من كاميرات الويب من أكثر من زاوية وغيرها.
ما هو الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الالكتروني؟
دائما ما نتسائل كيف يتم اختيار السيناريوهات وأساليب التدريس والتعلم المناسبة، فبعد أن أدى ظهور طريقة التعلم عبر الإنترنت إلى تطويره إلى شيء مختلف والذي كانت نتيجته هي الاختلاط بين الأفكار وخاصة عندما يتعلق الأمر باطلاق التسمية المناسبة لهذه العلاقات التكافلية، فمنهم من أطلق عليه اسم التعلم الإلكتروني فيما يطلق عليه الآخرين اسم التعلم الرقمي، لكن بشكل عام فإن أوجه التشابه والاختلاف بين التعلم الإلكتروني والتعلم الرقمي من الصعب التمييز بينها، وخاصة في بعض المجالات التي يتداخل فيها كل منهما مع الآخر.، لكن بالمحصلة هذا الشيء يجب توضيحه بشكل تام، وبشكل بسيط يمكن القول أن التعلم الإلكتروني هو عملية التعلم التقنية باستخدام الوسائط الإلكترونية والذي يسمح بالتعلم للطلاب فقط من خلال الإنترنت.
بينما يعني التعلم الرقمي التعلم باستخدام تقنيات العصر الرقمي الحديث مثل الحاسوب والأجهزة المحمولة والهواتف الذكية والإنترنت وما إلى ذلك، وهذا بدوره يشير إلى محدودية التعلم الالكتروني وشمولية التعلم الرقمي، والتي من شأنها أن توفر مجموعات واسعة من الحلول التي تعمل على تعزيز المعرفة الجيدة والأداء المتمكن في الحياة الواقعية، وبشكل عام يمكن القول أن التعلم الرقمي سيوفر حلولاً لا يستطيع التعلم الإلكتروني تقديمها إضافة إلى أن تجربة التعلم الرقمي تدعم أيضًا مهنة الشخص في الشركة.
مميزات التربية الرقمية؟
عندما تصبح مواطنا رقمياً صالحاً فأن الفرص المتاحة لك حتماً ستكون أكبر من جهة، ومن جهة أخرى ستتيح لك هذه الفرص إلى تغيير حياتك نحو الأفضل، ومن بعض العناصر الأخرى المتاحة هي السلامة والجودة في الحياة والمعرفة الأكبر والأوسع إضافة إلى إمكانيات الترفيه المتزايدة والمتنوعة والاستعداد التام للاقتصاد الرقمي الذي يؤدي إلى حياة أكثر إنتاجية، وفي ما يلي نقدم لكم أهم مميزات التربية الرقمية التي من الممكن أن يستفيد منها المواطن الرقمي و سنذكرها لكم كل على حدى بشكل موسع.
فرص العمل الجديدة!
حيث أنه توفر لك المعرفة الجيدة والفهم العام للاقتصاد الرقمي الجديد مزايا كثيرة مقارنة بالمرشحين الآخرين والمنافسين لك أو المتقدمين لوظيفة ما، فإذا كنت تمتلك ملف تعريف جذاب وصادق ومحدث خاص بك هذا كفيل في إبهار أصحاب العمل المحتملين، فضمان حصولك على سيرة ذاتية قوية يعتمد على حصولك على شهادات التعلم المعتمدة وهذا يجعل منك المرشح صاحب الفرصة الأكبر في انجذاب أصحاب العمل إليك أثناء عملية الاختيار، فاختيار الأشخاص الأكثر كفاءة من أساسيات العمل الناجح لأي مؤسسة، وبشكل يمكن القول أن معرفة النظام البيئي الرقمي بمزيد من العمق يمنح إمكانية الاستفادة بشكل أفضل من الفرص المختلفة.
استثمار الوقت!
فالتربية الرقمية تعزز لديك المعرفة في كيفية عمل الإنترنت وبعض الأدوات وفقدان الخوف من تجربة خيارات جديدة وهذا من شأنه الاقتصاد في الوقت، وذلك من حيث أن المواطن الرقمي لن يضيع الساعات الكثيرة في البحث والتنقل والانتظار للحصول على الإجراءات التي يمكن حلها عبر الإنترنت، كما يمكنه العمل من داخل المنزل بكل سهولة وهذا من شأنه زيادة الإنتاجية من جهة والبقاء مع العائلة والأصدقاء من جهة أخرى.
الاستفادة من التجربة
حيث أن المواطن الرقمي يمكنه الاستفادة من كافة المواقف أو اللحظات المعينة لتكوين تجارب جديدة في الحياة، حيث يمكن للمسافر الرقمي إجراء حجوزات السفر الخاصة به عبر الإنترنت، كما يمكنه معرفة الخطط والاستشارة إلى التوصيات والوصول إلى أبسط المعلومات عن الأشياء التي تدور حوله وكأنه بجوارها حتى أنه يمكنك إجراء تحويل العملات من داخل المنزل.
توسيع آفاق الدراسة
بشكل عام يمكن القول أنه عندما تكون قادرًا على الدراسة من المنزل أو في أي مكان آخ فهذا يعني أنك أدخلت اسلوباً جديدا على حياتك في مجال المعرفة والتعلم ويعتمد على التربية الرقمية، وخاصتاً إذا تم تطبيق هذا التعلم على العديد من مجالات التدريب والمعرفة والتدريس الأخرى إضافةً إلى القيام بالأشياء الكبيرة والهامة كالقيام بالدراسات العليا وذلك نظرًا لوجود دورات ودبلومات وماجستير وفرص أخرى هائلة متاحة عبر الإنترنت سواء كانت مجانية أو مدفوعة، والحدث الأكبر أنه يمكنك أن تأخذ دورات من أفضل الجامعات في العالم عبر الإنترنت دون الحاجة إلى السفر إليها مثل جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وبالتالي ستتعلم كافة مجالات المعرفة التي تريدها وأنت في منزلك.
تعزيز ثقافة الأمان وحماية النفس!
إن تعزيز ثقافة الأمان وحماية المواطن الرقمي لنفسة من عمليات الاستغلال والابتزاز وتوعيته كي لا يقع ضحية الجرائم الإلكترونية هو من أكثر الأهداف التي تسعى لها التربية الرقمية، فعندما تكون قادراً على معرفة كيفية تحديد أساسيات الأمن الرقمي هذا من شأنه أن يحدث فرقًا كبيرًا وخاصة عندما يتعلق الأمر بتصفح الويب واستخدام خدمات الإنترنت الأخرى، وتأتي أهمية التربية الرقمية هنا من حيث تعليم المواطن الرقمي الكثير من المزايا ليكون قادراً على التعرف على المواقع المزيفة وتحديد الجرائم والممارسات الرقمية وكيفية حماية البيانات الشخصية والتجارية، إضافة إلى القدرة على توفير أكبر قدر ممكن من الأمان للأطفال والأقارب وتقليل أخطار الهجوم الإلكتروني وكل ما يتعلق بالاضطهاد والظلم في هذا الواقع الافتراضي.
تعزيز التفاعل في الكيانات العامة والشخصية!
المواطن الرقمي في ظل التربية الرقمية الصحيحة يعتبر أكثر فعالية من حيث علاقته القوية بالكيانات العامة والخاصة على حد سواء، وتتيح لك هذه الميزة التعرف على كيفية الاستفادة من الوصول إلى كافة الخدمات عبر الإنترنت المقدمة من قبل المؤسسات العامة اليوم، وذلك في ما يخص امتلاكك الكفاءة الأكبر للقيام بأي إجراء يتعلق بالتوظيف والتجارة والمعاشات التقاعدية والصحة والتعليم، كما أن إنشاء العلاقات الجيدة والصادقة عند التواصل من خلال الوسائل الرقمية تساعد المواطن الرقمي على إدراك خدمة العملاء بشكل أفضل وتعزيز العلاقة بين المستخدم والشركة.
حماية هويتك ومعلوماتك!
عند بداية انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت جداً مبهرة وجديدة كلياً على أذهان الناس في ذلك الوقت مثل Facebook و Instagram و Twitter وغيرها من المنصات الاجتماعية، لم يعرف أحد كيفية استخدامها مما أدى إلى دخول كل ذلك في فيض المعلومات الخطير، حيث أنه تم نشر كل شيء يمس الخصوصيات والكرامات على نطاق واسع دون وعي مسبق مع تقديم أكثر البيانات حساسية والخاصة للأشخاص بسهولة كل هذا ساعد في انتشار الجرائم الإلكترونية وأوقع الكثيرين ضحايا لها، ومع التقدم التقني وتكنولوجيا المعلومات المتسارعة كان لابد من وضع مبادئ التربية الرقمية التي تعرف المواطن الرقمي أهمية معنى الأمان وقيمة الخصوصية.
عدم الانخداع بالأخبار الكاذبة!
لا يقتصر الأمر في بيئة العالم الافتراضي على الجرائم التي ذكرناها وهناك أنواع أخرى كثيرة، فهناك العديد من الفرص على الإنترنت المتاحة لنا والتي من الممكن أن تغير حياتنا، لكن في المقابل هناك أيضًا العديد من حالات الأشخاص الذين يحققون أرباحهم من خلال الكذب على الناس وتلفيق الأخبار الزائفة وتضمين فرص عمل وهمية لا وجود لها، وذلك ربما بحثًا منهم عن الانتشار الفيروسي أو أهداف أخرى محددة من معلومات ونصوص وفيديوهات وصور ومحتويات أخرى خاطئة يتم إدارتها عبر الإنترنت، والمهمة الأساسية هنا من التربية الرقمي توعية المواطن لمعرفة تحديد هذه الحالات عن طريق البحث والتدقيق وعدم الوقوع في المصيدة.
التصرف بحكمة
حيث أن الانترنت بكل خدماته يعد أشبه بالعالم الحقيقي إلى حد ما وذلك من حيث تكوين العلاقات ووجود الناس الصادقين والكاذبين وفرص العمل وغيرها من الأمور في حياتنا الحقيقية أو الافتراضية على حد سواء، ولهذا فإن معرفة كيفية التصرف أمر بالغ الأهمية، فعندما يتعلق الأمر بالبحث عن موظفين سترى مديرو الموارد البشرية أو حتى الرؤساء بأنفسهم أنهم يقومون بالبحث عن الملفات الشخصية على الشبكات الاجتماعية، ولهذا عندما تكون مواطناً رقمياً صالحاً ستتعلم كيفية التصرف بحكمة وأدب وتجعلك هذه الحكمة أن تصوغ ملفك الشخصي بشكل يبرز موهبتك وكفاءتك وشخصيتك الحقيقية بأسلوب مقنع للغاية.
الدراية والإدراك
في حين أن البيئة الرقمية تجلب لك العديد من الفرص المختلفة في أكثر من مجال فإنها بالمقابل تحمل لك مسؤوليات وواجبات كثيرة وحده المواطن الرقمي يعرفها، لذلك يجب أن يكون لديك الدراية الكافية والإدراك التام لما يدور حولك من حيث معرفتك إلى أي مدى يمكنك الذهاب في الأمور أو ما يمكنك القيام به إضافة إلى معرفة حقوقك وحقوق الآخرين والدراية بالآثار القانونية في حال وجدت.
أبعاد التربية الرقمية
أبعاد التربية الرقمية أو ما يسمى عناصر التربية والمواطنة الرقمية هي مجموعة من الإرشادات والقوانين التي تهدف إلى قيادة ومساعدة الآخرين في بناء التجارب الرقمية الإيجابية لهم وتنمية معرفتنا في إدراك عواقب أفعالنا على الغير إضافة إلى تفعيل المشاركة البناءة من أجل الصالح العام، وفي ما يلي نذكر لكم هذه الأبعاد وهي:
- الوصول الرقمي: والذي يتعلق بالتوزيع العادل للتكنولوجيا والموارد عبر الإنترنت، فالمعلمون والإداريون في أي مؤسسة تربوية أو تجارية يحتاجون إلى أن يكونوا على دراية بمجتمعهم ممن يقدرون الوصول إليهم أم لا، ولذلك يحتاج اختصاصيي التوعية إلى توفير خيارات أوسع للدروس وجمع البيانات مثل الوصول المجاني إلى المجتمع أو توفير الموارد للمنزل.
- التجارة الرقمية: والتي تعرف على أنها عملية بيع وشراء السلع الإلكترونية والتركيز على الأدوات والضمانات المعمول بها والتي تتمتع بالمصداقية لمساعدة الأشخاص الذين يشترون أو يبيعون أو يتعاملون مع البنوك أو يستخدمون الأموال بكافة الأشكال في العالم الرقمي وعادة ما يستخدم التعليم المهني والتقني أدوات التكنولوجيا لإظهار الطلاب الطريق إلى مستقبلهم.
- الاتصال والتعاون الرقمي: والذي يعني التبادل الإلكتروني للمعلومات حيث يحتاج جميع المستخدمين إلى تحديد كيفية مشاركة أفكارهم بشكل يتيح فهم الآخرين لرسائلهم، أما بالنسبة للطلاب الذين يحاولون جاهدين بغية فهم مكانهم في العالم فيمكن أن تساعدهم التكنولوجيا الرقمية في القدرة على توصيل أصواتهم والتعبير عن أنفسهم بشكل أفضل.
- الإتيكيت الرقمي: والذي يشير إلى معايير السلوك المتبع من قبل الأفراد أو الإجراءات الإلكترونية المتبعة، وعادة ما يتعلق الأمر بعملية التفكير في الآخرين وطريقة تقبلهم للغير عند استخدام الأجهزة الرقمية، كما يمكن للمدرسين تضمين الإتيكيت الرقمي كجزء من قواعد الفصل الدراسي وذلك من حيث أن الوعي بالآخرين يعد فكرة مهمة للجميع.
- الطلاقة الرقمية: والتي تعني عملية فهم التكنولوجيا بشكل جيد وطريقة استخدامها حيث أنه كلما كان الطلاب أفضل تعليمًا يملكون الطلاقة الرقمية زاد احتمال اتخاذهم قرارات جيدة على مواقع التواصل كدعم الآخرين بدلاً من إرهاقهم نفسياً وعملياً بالتعليقات السلبية. حيث أنه تتضمن عملية محو الأمية الرقمية المناقشة البناءة في محو الأمية الإعلامية لزيادة القدرة على تمييز المعلومات الجيدة من السيئة كالتفريق بين الأخبار الحقيقية والمزيفة.
- الصحة الرقمية والرفاهية: فكل الأشخاص تحتاج إلى الرفاه الجسدي والنفسي في العالم الرقمي حيث أنه توفر التكنولوجيا الحديثة العديد من الفرص والمتعة، ولكن يبقى الأهم هو معرفة كيفية تقسيم الاستخدام الأمثل بين احتياجات أنفسنا والآخرين فهو المفتاح لنحظى بحياة صحية ومتوازنة، ومثال على ذلك احتياج المعلمين في الفصول عبر الإنترنت إلى معرفة المقدار الصحي لوقت الشاشة المناسب للطلاب.
- القانون الرقمي: الذي يشير إلى المسؤولية الإلكترونية عن الإجراءات والأفعال وما يتعلق بها من إنشاء القواعد والسياسات لصياغة القوانين التي من شأنها أن تعالج القضايا المتعلقة بعالم الإنترنت، وهذا تمامًا كما هو الحال في بيئة العالم الحقيقي حيث يتعين على بيئة الإنترنت إنشاء البنية القانونية لحماية المستخدمين لهذه الأجهزة الرقمية من التعرض للأذى، وفي هذا المجال يجب أن يتوفر الدعم لكثير من القضايا مثل التسلط عبر الإنترنت، حيث يحتاج المسؤولين عنها إلى التوصل إلى المناهج الإيجابية لهذه القضايا في مدارسهم ومناطقهم.
- الحقوق والمسؤولية الرقمية: والتي تعني كل تلك المتطلبات والحريات المطلوبة للجميع الممتدة من العالم الحقيقي إلى الرقمي، ويدور محور هذا المجال من عملية المواطنة الرقمية حول المساعدة الفعلية للطلاب على توسيع الفهم لديهم في حال توافر الفرص لهم مثل الوصول إلى الإنترنت واستخدام المنتجات عن طريقه، كما يجب أن يكونوا مجتهدين أيضاً في مجال مساعدة الآخرين مثل إعلام البالغين بكافة المشكلات المحتملة، ومن مهام المعلمين أيضاً مساعدة الطلاب لدعم فهمهم أن حماية الآخرين في مواقع التواصل الاجتماعي هو واجب عليهم.
- الأمن والخصوصية الرقمية: والتي تعني الاحتياطات الإلكترونية الهادفة لضمان السلامة حيث أنه يمكن للفيروسات والديدان والروبوتات التخريبية الأخرى أن تتسلل من نظام إلى نظام آخر تمامًا كما تتسلل البكتريا والجراثيم إلى الجسم، ولذلك عند استخدام الأجهزة الالكترونية في المدرسة أو في المنزل أو أي بيئة يجب فهم الهجمات وإدراكها وكيفية منعها.
شاهد أيضاً: طريقة تسجيل رياض الاطفال في نظام نور 2022
مراحل تدريس التربية الرقمية؟
فلا يقتصر الغرض من التكنولوجيا على أتمتة عملية التعليم والتعلم فحسب بل لإلهام كل طالب وتمكينه من العمل عليها وكجزء من هذا التمكين يجب معرفة كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول، ومع ذلك يدرك العديد من المعلمين كون طلاب اليوم هم مواطنون رقميون فهم ليس بالضرورة أن يعرفوا كيفية الانتقال من الاستخدام الاجتماعي للتكنولوجيا إلى الاستخدام التعليمي، وهذا يستوحب على المعلمين تدريس الطلاب التربية الرقمية بشكل صحيح، وفيما يلي سنتكلم عن مراحل تدريس التربية الرقمية وهي:
- تدريس التوازن: وهذه المرحلة تمتد طوال الحياة التعليمية للطلاب منذ أوائل التعليم في سن الطفولة لتحقيق بين كافة المجالات المحيطة، وذلك من حيث معرفة مقدار الوقت المقبول أمام الشاشة واتخاذ الخيارات الذكية في استخدام وقت الفراغ و تنظيم الوقت وغيرها من الموضوعات الأساسية.
- تدريس السلامة: فتدريسها في وقت مبكر من السن الدراسي أمر بالغ الأهمية والذي يتضمن الحفاظ على الخصوصية وتحديد ما يسمح بمشاركته من أشياء لا تمس خصوصيتنا، إضافة إلى أهمية عدم مشاركة كلمات المرور للمواقع الخاصة بنا والتكلم مع من نعرفهم ونثق بهم وتعريف الطالب ما يجب فعله إذا أخس بخطر ما وما إلى ذلك.
- تدريس محاربة التسلط: وهي من الأمور التي غالبا ما تحدث عبر الإنترنت، وبالمقابل يجب تدريس التلاميذ في سن مبكرة كيفية تعلم الاحترام وتثقيفهم أمثر حول موضوع التنمر الالكتروني وكيفية الرد عليه والإبلاغ عنه وميفية مؤازرة الضحايا للتخلص من هذه الظاهرة.
- تدريس المسؤولية: وهذا الموضوع يتم تدريسه بالتدريح في المدرسة وفي الحياة فهو يعتمد على التعلم والخبرة، ويتضمن ذلك عددا من الأفكار الرئيسية مثل تحمل مسؤولية جمع المعلومات التي تتصف بالمصداقية وكيفية تجنب الوقوع في في مصيدة الخداع وكيفية الرد على التنمر وغير ذلك.
- تدريس البصمة الرقمية: فيجب أن يكون التواجد عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي هي الخطوة الأخيرة التي علينا تغطيتها في تدريسنا للمواطنة الرقمية وهذا ما يسمى بالبصمة الرقمية ويعتبر تعليم الشباب الصغار هذا الشي أمر بالغ الأهمية لأنه يؤثر بشكل كبير على طلبات الكلية والوظيفة في المستقبل والذي يتضمن هوية الفرد المتميزة وشخصيته الفريدة على الإنترنت وعلاقاته.
وبهذا الكم الهائل من المعلومات نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هي التربية الرقمية وأهميتها والتي تعرفنا فيها على مفهوم المواطنة ومحو الأمية الرقمية، كما تكلمنا عن التحول الرقمي في التعليم ومجالاته والفرق بينه وبين التعلم الإلكتروني كما تكلمنا عن مميزات التربية الرقمية التربية الرقمية وأبعادها ومراحلها و توسعنا بشرح كل ما يهم قرائنا الأعزاء.
شاهد ايضا: موعد ظهور نتيجة الصف الثاني الثانوي 2022