ما هو التفكير الناقد، وما مدى حاجتنا إليه في حياتنا العملية والشخصية إضافة إلى الكثير من الأسئلة التي تدور حول هذا النوع من التفكير والتي تهم كل شخص يبحث عن تطوير ذاته وتحسين علاقاته مع المجتمع المحيط، وفي مقالنا اليوم عبر سوف نتكلم عن التفكير الناقد ونشأته وأهميته وخطواته وأبعاده إضافة إلى ذكر مهاراته وسماته وكافة المواد والأفكار الكثيرة والمثيرة الأخرى التي تخص هذا الموضوع والتي سنتعرف عليها بشكل موسع في سياق هذا المقال.
ما هو التفكير الناقد
التفكير الناقد هو القدرة على التفكير بوضوح وعقلانية حول ما يجب القيام به أو ما يجب تصديقه والذي يتضمن القدرة على الانخراط في التفكير التأملي والمستقل، ويعتبر التفكير الناقد مهارة معقدة أحيانا والتي تتطلب الممارسة فلس من الممكن أن تقرأ كل شيء وتصبح فجأة مفكرًا نقديًا بل سيستغرق هذا الأمر وقتًا، وعلى سبيل المثال في مجال التعلم إذا أردت تعلم الموسيقي ستحتاج إلى التدرب وذلك لتحسين مستوى مهاراتك واستكشاف الموضوعات وفقًا لسرعتك الخاصة، وكذلك الأمر في المواضيع الحياتية الأخرى كحل المشكلات وغيرها فأنت تحتاج إلى امتلاك القدرة على التفكير والتحليل والاستنتاج وغيرها من مهارات التفكير الناقد المتمرسة لكي تجد الحلول.
المفارقات التي يتعرض لها التفكير الناقد
يتعرض التفكير الناقد أحياناً من قبل الأشخاص إلى بعض المفارقات والمغالطات التي تخلط بينه وبين أنواع أخرى من طرق التفكير ومن بينها:
- التفكير الناقد والنهج العلمي: حيث أن الشخص يمكن أن يتمتع بذاكرة والمعرفة الواسعة لكثير من الحقائق ولكنه ليس بالضرورة أن يكون مفكراً نقدياً جيداً، بل يعتمد هذا على قدرته على استخلاص النتائج وكيفية الاستفادة من المعلومات لحل المشكلات والبحث عن مصادر المعلومات ذات الصلة.
- التفكير الناقد والجدل: هناك فرق بين مهارة التفكير الناقد للشخص من جهة وكونه جدليًا أو منتقد الآخرين من جهة أخرى فعلى الرغم من إمكانيته في كشف المغالطات والتفكير السيئ إلا أنه يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في التفكير التعاوني والمهام البناءة ويستخدم الجدل أحياناً للحجة والإقناع.
- التفكير الناقد والإبداع: في بعض المغالطات الأخرى يرى البعض أن التفكير الناقد يعيق الإبداع من حيث أنه يتبع قواعد المنطق والعقلانية بينما الإبداع يتطلب كسر القواعد، لكن هذه الفكرة خاطئة تماماً لأننا نحتاج إلى التفكير النقدي لتقييم أفكارنا الإبداعية وتحسينها.
نشأة التفكير الناقد
إن الجذور الفكرية للتفكير النقدي قديمة قدم أصلها والتي تعود إلى الفلاسفة اليونانين القدامى الذين وضعوا الأسس لإنشاء التفكير الناقد والتي يمكن عزوها إلى مجهود هؤلاء الفلاسفة العظماء وهم:
- سقراط: كانت ممارسة ورؤية سقراط منذ 2500 عام هي البداية حيث أنه اكتشف من خلال طريقة استجواب التساؤل أن الناس لا يستطيعون تبرير ادعاءاتهم حول المعرفة بالطريقة العقلانية، فغالبًا ما تكمن المعاني المرتبكة أو الأدلة الغير كافية والمعتقدات المتناقضة تحت الخطاب السلس بشكله والفارغ بمحتواه.
- أعمال سقراط: وضع سقراط أجندة لتقليد التفكير الناقد عن طريق التشكيك في المعتقدات والتفسيرات الشائعة بشكل انعكاسي بهدف التمييز بين المعتقدات المعقولة والمنطقية ونقيضتها، وقد أثبت أهمية البحث عن أدلة وفحص الاستدلال والافتراضات عن كثب وتحليل المفاهيم الأساسية وتتبع الآثار لما يقال وما تم فعله أيضًا.
- أفلاطون وأرسطو: أكمل العالم والفيلسوف اليوناني أفلاطون ممارسة سقراط في التفكير الناقد وتبعه أرسطو في هذا النهج ومن ثم المشككين اليونانيين الذين أكدوا جميعًا أن الأشياء غالبًا ما تكون مختلفة تمامًا عما تبدو عليه وأن العقل المدرب فقط هو الذي يتم إعداده.
ومن خلال هذا التقليد اليوناني القديم ظهرت الحاجة والضرورة الملحة لنشأة التفكير الناقد لأي شخص يطمح إلى فهم الحقائق الأعمق والتفكير بشكل منهجي وتتبع الآثار على نطاق واسع وعميق، حيث أن التفكير الشامل وجودة المنطق المتعمق والمستجيب للاعتراضات هو وحده فقط الذي يمكن أن يأخذنا إلى ما وراء السطحية في التفكير.
تطور التفكير الناقد
لقد مر التفكير الناقد منذ عصر الفلاسفة اليونانيين القدامى بعدة مراحل والذي ارتبط بتطور الفكر المنطقي والتحليلي لكل عصر حتى وصل إلى ما هو عليه الآن في وقتنا الحاضر، وفيما يلي نعرض لكم مراحل تدرجه في هذه العصور وهي التالي:
- في العصور الوسطى: تجس تقليد التفكير النقدي المنهجي في كتابات وتعاليم مفكرين مثل توماس الأكويني الذي قام باختبار الفكر النقدي والنظر فيه للرد على جميع الانتقادات حوله.
- في عصر النهضة: في القرنين الخامس والسادس عشر فقد بدأ طوفان من العلماء في أوروبا بالتفكير النقدي في الدين والفن والمجتمع والطبيعة البشرية والقانون والحرية أمثال كوليت إيراسموس ومور في إنجلترا الذين تابعوا مسيرة القدماء وجادلوا بأن معظم مجالات الحياة البشرية كانت بحاجة إلى تحليل ونقد وتطوير.
- في القرن الثامن عشر: وسع المفكرين مفهومنا النقدي وطوروا إحساسنا بقوته وأدواته أمثال العالم آدم سميث صاحب كتاب ثروة الأمم الذي تم تطبيقه بنفس العام ونتيجته إعلان بلاده الاستقلال عن حكم الملك فيما أنتج كتاب نقد العقل الصافي.
- بدايات القرن التاسع عشر: فكان مرحلة انتقالية ونوعية في تطوير الفكر الناقد فقد امتد إلى أبعد من ذلك نتيجة التعمق في مجال الحياة الاجتماعية البشرية بواسطة مفكرين أمثال كونت وسبنسر وفي مشاكل الرأسمالية والتي أنتجت النقد الاجتماعي والاقتصادي للباحث كارل ماركس.
- القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين: لقد برز عدة أسماء كبيرة في الثقافة البشرية وأساس الحياة البيولوجية أمثال العالم تشارلز داروين الذي وضع أصول نظرية التطور، كما انعكس تطبيقه على العقل اللاواعي في أعمال سيغموند فرويد، كما تطبيقه على الثقافات المختلفة أدى إلى إنشاء مجال الدراسات الأنثروبولوجية وغيرها.
- في القرن العشرين: ظهر فهمنا لقوة وطبيعة التفكير النقدي في صيغ أكثر وضوحًا بشكل متزايد في عام 1906 نشر ويليام جراهام سمنر دراسة رائدة لأسس علم الاجتماع وعلم الإنسان أما فولكويز فقد وثق ميل العقل البشري إلى التفكير اجتماعيًا والميل الموازي للمدارس، فين وافق جون ديوي من خلال أعماله على أنه علينا زيادة إحساسنا بالأساس البراغماتي للفكر البشري وطبيعته الأداتية.
أهمية التفكير الناقد
يتعمق التفكير الناقد ويتوغل في كافة مجالات الحياة البشرية والاجتماعية والاقتصادية والتربية والتعليم وغيرها، وفيما يلي سنتعرف على أكثر الأشياء التي تجعل من التفكير الناقد مهماً في الحياة البشرية في كافة مجالاتها وهي التالي:
- مهارة عامة: يعتبر التفكير الناقد مهارة تفكير عامة في كافة المجالات فجميها تحتاج إلى القدرة على التفكير بوضوح وعقلانية وبعيدا عن التحيز وبشكل عام تعد القدرة على التفكير الجيد وحل المشكلات بشكل منهجي أحد أهم الأصول لأي مهنة.
- مهم اقتصادياً: حيث إن اقتصاد المعرفة العالمي مدفوع بالمعلومات والتكنولوجيا وهذا يتطلب أن يكون المرء قادرًا على التعامل مع التغييرات بسرعة وفعالية، ففي الوقت الحالي يضع الاقتصاد الجديد طلبات متزايدة على المهارات الفكرية المرونة والقدرة على تحليل المعلومات ودمج مصادر المعرفة المتنوعة في حل المشكلات.
- يعزز مهارات اللغة والعرض التقديمي: حيث أن التفكير بوضوح ومنهجية يؤدي إلى تحسين الطريقة التي نعبر بها عن أفكارنا في تعلم كيفية تحليل البنية المنطقية للنصوص كما أنه يعمل أيضًا على تحسين قدرات الفهم.
- يعزز الإبداع: فالحلول الإبداعية لأي مشكلة لا يقاس بامتلاك أفكار جديدة فقط وإنما بفائدتها وصلتها بالمهام المطروحة، وهنا يلعب التفكير الناقد دورًا حاسمًا في تقييم الأفكار الجديدة واختيار الأفضل منها وتعديلها إذا لزم الأمر.
- فرصة للتأمل الذاتي: فإذا أردنا أن نعيش حياة ذات مغزى وننظم حياتنا وفقًا لذلك، نحتاج إلى تبرير قيمنا وقراراتنا والتفكير فيها، حيث أن التفكير الناقد يوفر الأدوات اللازمة لعملية التقييم الذاتي هذه.
- أساس العلم والديمقراطية: يتطلب العلم دائماً الاستخدام النقدي للعقل في التجريب وتأكيد النظرية، كما يتطلب الأداء السليم للديمقراطية من المواطنين بفكرهم النقدي في القضايا الاجتماعية أن يطلعوا على أحكامهم حول الحكم السليم والتغلب على التحيز.
خطوات التفكير الناقد
فأي شخص في الحياة والمجتمع يتطلع إلى الحصول على نتائج ذات مغزى فمن الضروري بالنسبة له ممارسة جميع الخطوات الأولية للتفكير الناقد ليتمكن بسهولة إصدار أحكام واتخاذ قرارات جيدة كمفكر نقدي ناجح، وفيما يلي نقدم لكم أهم خطوات التفكير الناقد وهي التالي:
- تحليل: والتي تعني تحليل الموقف والتي تبدأ بفك جميع العقد والنظر إلى الأمر برؤية محايدة وأثناء عملية التحليل هذه يجب ألا تدع عقلك يتغلب على أي فكرة قد يقيد عملية تفكيرك، بينما امتلاك عقلية منفتحة وواسعة يضع الأساس لعملية حاسمة وهي تقسيم الموقف إلى أجزاء بسيطة لتتمكن من تحليل كل هذه العوامل واحدة تلو الأخرى.
- تحديد المشكلة: بعد التحليل يجب عليك تحديد المشكلة التي تتطلب انتباهك وهذا يعني أنه من خلال إجراء التحقيق المفصل يجب عليك تحديد المشكلة الحاصلة والعوامل التي قد تكون مسؤولة عنها والعمل عليها وهذا بدوره سيساعدك في الحصول على نتائج أفضل.
- جمع المعلومات: والتي تقوم من خلالها بإجراء عمليات التحليل والتعريف للمضي قدمًا في هذه الخطوة لتصل إلى جمع كل المعلومات حول حل المشكلة التي حددتها، لكن عليك التأكد من أن المعلومات التي تتلقاها من مصدر موثوق.
- دراسة المعلومات: فبعد جمع الكم الهائل من البيانات عليك في هذه الخطوة دراستها بشكل موضوعي دون تحيز بدافع اكتساب المعرفة حول القضية التي سلطت الضوء عليها ولذلك عليك أن تضع في اعتبارك أن لديك تركيزًا محددًا ولا تفوت أي تفاصيل.
- ربط النقاط: والذي يسمى أيضا بنية التكوين فمن المهم بالنسبة لك ربط النقاط وتشكيل بنية ذات مغزى من البيانات، التي جمعتها في الخطوة السابقة لفهمها بطريقة أفضل، كما يمكنك الاستعانة برسم مخططات انسيابية أو خرائط ذهنية وتشكيل نموذج تلخيص كل ما تعلمته واستخلاص النتيجة.
- تطبيق النتائج المحققة: والذي يتم باستخدام إدارة النتائج المحققة لتطبيقها وتفعيلها بالطريقة العملية لحاك للمشكلات.
- جمع التعليقات: المهم بالنسبة لك في هذه الخطوة جمع الملاحظات من أجل إغلاق حلقة عملية التفكير النقدي الخاصة بك، لذلك عليك أن تفكر في نفسك وتقيّم بعمق ما إذا كانت النتيجة مفيدة لك أم لا.
- التصرف وفقًا للتعليقات: فإذا وافقت تعليقاتك على النتيجة لتكون ناجحة في تلبية متطلباتك فيمكنك الاستمرار في استخدامها في الممارسة العملية، أو البحث عن نتيجة أخرى في حال فشلت في مساعدتك.
عناصر التفكير الناقد
التفكير النقدي هو نهج للتفكير يتخيل فيه الشخص فكرة ثم يبدأ في مهمة اتخاذ الخطوات اللازمة للوصول إلى نتيجة، وهذا ينطوي على خمسة عناصر أساسية وهي البحث والتحقيق والتقييم والتخمين والتنفيذ، وفيما يلي نشرحها لكم كالآتي:
- البحث: فعليك أن تضع في اعتبارك ماهية المشكلة وتقوم بتقسيمها بحيث تكون محددة قدر الإمكان وأن تبحث عن حجم هذه المشكلة وسبب وجود هذه المشكلة وماذا ستكون العواقب إذا لم يتم اتخاذ إجراء لحلها كما عليك أن تحدد من يجب أن يشارك في عملية الحل.
- التحقيق: وذلك لمعرفة أكبر قدر ممكن عن المشكلة عن طريق البحث عن الأسباب والحلول المحتملة لها والبحث في ظاهرها ومضمونها وأبعادها، ويمكن أيضاً البحث عن آراء الآخرين ووجهات نظرهم حول هذه القضية للتأكد من صحة وموثوقية المعلومات التي تتعلمها.
- التقييم: حيث يتم تقييم الأدلة أو المعلومات التي تم جمعها للتأكد من دقتها وتنوع مصادرها الموضوعية والغير متحيزة وضمان الاعتماد عليها ومعرفة إن كانت مبنية على حقيقة محضة أم أنها مجرد رأي.
- الحلول:خطط لعدة حلول بناءً على الاستنتاجات التي تم التوصل إليها من تقييم الأدلة فمن المهم تحديد ماهية العقبات بالإضافة إلى أي نتائج قصيرة أو طويلة المدى للحل، وفي بعض الأحيان يكون من المفيد إعادة النظر في مشاكل مماثلة من الماضي والحلول التي تم استخدامها لحلها.
- الاختيار والتنفيذ: فهناك ثلاثة عوامل يجب مراعاتها عند اتخاذ قرار بشأن الخيار، الأول هو تحديد مقدار المخاطر التي ينطوي عليها الحل والثاني هو التطبيق العملي للحل والثالث هو التوافق مع أي أولويات يجب الوفاء بها، وبمجرد اختيار الحل ووضعه موضع التنفيذ يلزم المتابعة من خلال مراقبة نتائج تنفيذ الخطة.
معايير التفكير الناقد
عملية التفكير الناقد يجب أن تتم بطريقة منظمة ومنهجية والهدف هو التفكير بشكل أكثر وضوحًا وعدالة، وهذا يستوجب وجود معايير فكرية تساعدنا في التفكير بشكل أكثر وضوحًا، وفيما يلي نذكرها بالترتيب وهي:
- الوضوح: هذا هو المعيار الأساسي وهو بوابة لمعايير أخرى فإذا كان البيان غير واضح فلا يمكننا التفكير بشكل فعال، فمثلاً إذا سألنا ما الذي يمكن عمله حيال الأزمة في الأسرة فسيكون هذا السؤال غير واضح وغير محدد ولكي توضحه يمكن صياغته بشكل يتضمن الأسئلة التوضيحية المفيدة مثلاً هل يمكنك أن تعطيني مثالاً وكيف تحدد المشكلة.
- الدقة: فيمكن أن يكون البيان واضحًا ولكنه غير دقيق فكثيرًا ما يدلي المعلنون والسياسيون بتصريحات واضحة ولكنها غير دقيقة، وأحياناً قد لا تكون أفكارنا دقيقة ولذلك نحتاج إلى نقاط مرجعية خارجية يمكن أن تساعدنا في التحقق من الدقة.
- تحديد الدقة: يمكن أن يكون البيان واضحًا ودقيقًا ولكن دقته لم تكن كافية، فمثلاً إذا قلنا أن أحد الأشخاص يعاني من زيادة في الوزن هذه مسألة، لكنها تلزم تفسير أكثر فما مقدار الوزن الزائد مثلاً وما حجم المشكل لكن السؤال الرئيسي هل يمكنك أن تكون أكثر تحديدًا.
- الملاءمة: يمكن أن يكون البيان واضحًا ودقيقًا ومحدد الدقة ولكنه غير ذي صلة بالمشكلة، فمثلاً لو شرحت ذات مرة لرئيسك مدى صعوبة عملك في مشروع معين في بما يكون رده وماذا في ذلك.
- العمق: فيمكن أن يكون البيان واضحًا ودقيقًا ومحدد الدقة وذو صلة ولكنه ضحل، والسؤال الأساسي للعمق هل هذا حقًا هو العامل الأكثر أهمية في العملية.
- الاتساع: يمكن أن تكون المعايير السابقة كلها موجودة ولكنها ضيقة للغاية، وهذا ما يقوم السياسيون به بانتظام حيث أنهم يقدمون وجهة النظر المحافظة أو الليبرالية فقط، وفي الوقت ذاته قد نكون ضيقين في تفكيرنا ولذلك قد نحتاج إلى توسيع نطاق تفكيرنا وكذلك تفكيرهم، وبشكل عام هذا المعيار يطرح أسئلة أساسية مثل ماذا عن الجانب الآخر وماذا لو قلبنا السؤال.
- المنطق: فقد يكون البيان يشمل كل ما سبق ولكنه غير منطقي أو أنه غير منطقي من الأصل وما زال طور التجربة، ومن الأسئلة الأساسية التي يطرحها هو كيف ينبع هذا الاستنتاج من الأدلة وهل هناك عوامل أخرى متضمنة.
- الأهمية: فقد يكون البيان كل ما سبق ولكنه ليس مهمًا وهذا يختلف قليلا عن الصلة فأحياناً قد تجد أن هناك عدة عوامل ذات صلة ولكن هناك عامل واحد أو عاملين فقط مهمين.
أبعاد التفكير الناقد
فإذا كان لديك سؤال مهم للإجابة عليه أو مشكلة معقدة يجب حلها ستجد أن عملية التفكير الناقد يمكن أن تحدد الوصول إلى الاستنتاجات الصحيحة أو الخاطئة، وهذا ما يحدده أبعاد التفكير الناقد التي سنذكرها لكم كما يلي:
- تحليل الفكر: ويتضمن التحليل تحديد سؤال أو مشكلة في عناصر منفصلة كالمنهج العلمي مثلاً فهو شكل مؤسسي من التفكير الناقد، حيث أنه يبدأ بسؤال ثم البحث في موضوع السؤال ليتم طرح الفرضية، ليتم بعد ذلك إجراء التجريب عليها وفي ضوئها يتم تفسير النتائج ويمكن صياغة أسئلة جديدة.
- تقييم الفكر: حيث يبدأ التقييم من خلال النظر في المعلومات أو الأدلة بشكل نقدي وهذا يعني أنك على دراية بوجهة نظرك وافتراضاتك، وكي تقوم بفصلها عن الحقائق بحيث يمكنك استخلاص الاستنتاجات بشكل صحيح أو التعرف على الآثار المترتبة على ما تعرضه البيانات لك.
- التصرف بالفكر: مصطلح التصرف يشير إلى أشياء كثيرة ولكن في سياق التفكير الناقد وذلك من حيث المزاج والدوافع، فالمفكر النقدي يجب أن يكون الشخص الذي يبحث عن الحقيقة وهذا يعني الانفتاح على البدائل عند مواجهة حقائق أو أدلة جديدة، إضافة إلى البحث عن معلومات واضحة ودقيقة ويجب أن يفضل الأدلة على الآراء أو التحيزات.
- مهارات التفكير: فعند قيامك بالتفكير الناقد يجب أن تتحلى بكل المهارات التي تؤهلك لذلك والتي ترتبط بالأبعاد التي ذكرناها سابقاً مثل مهارة التحليل وجودة التقييم وحسن التصرف واستخدام الذكاء وغيرها من المهارات الأخرى.
- معوقات التفكير: يعتمد التفكير بشكل ناقد على كافة الأبعاد السابقة ومهارة العمل بها ليكون التفكير الناقد ناجحاً، لكن دائما ما تواجه هذه المهارات بعض التحديات التي تعيق تقدم هذا التفكير، فعلى المفكر الناقد أن يكون على خبرة ودراية على مواجهتها.
مراحل التفكير الناقد
على الرغم من أن التفكير النقدي هو تخصص عقلي أساسي إلا أنه لا يوجد تعريف واحد ينطبق عليه حيث يشير التفكير الناقد إلى الطرق التي نفحص بها العالم من حولنا بعناية ودقة، التركيز على كل جانب من جوانب الصورة وتحليل وجهات النظر المختلفة واستخلاص نتيجة، وهذا يمر بعدة مراحل وهي ما يلي:
- التفكير غير المستنير: إن الأشخاص الذين لديهم مثل هذا النوع من التفكير النقدي لا يعرفون بوعي وجود بعض المشاكل الرئيسية في نمط تفكيرهم الحالي.
- مواجهة التفكير: ويعرف الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من التفكير أن بعض المشكلات موجودة في نمط تفكيرهم الحالي.
- التفكير المبتدئ: تمكّن مثل هذه الأنواع من التفكير النقدي الأشخاص من الشروع في تحسين أنماط تفكيرهم ولكنهم لا يتبعون نمطًا ثابتًا للتحسين.
- التفكير الاستباقي: يعرف الأشخاص الذين لديهم مثل هذا النوع من التفكير النقدي أهمية الممارسة المنتظمة لتحسين أنماط تفكيرهم.
- تطوير التفكير: حيث يبدأ الأشخاص ذوو التفكير النقدي المتطور في التقدم وفقًا لممارساتهم المعتادة لتحسين أنماط التفكير.
- إتقان التفكير: من خلال إتقان التفكير النقدي يصبح الناس أكثر مهارة وبصيرة ومهارة بطريقة تجعلهم يتمتعون بالنوع الصحيح من التفكير التحليلي والانعكاسي والتقييمي.
خصائص التفكير الناقد
عندما تريد أن تصبح مفكراً ناقداً فهذا يعني أنك على وشك التعامل مع الغموض والبحث ما وراء المعرفة كجزء أساسي من التفكير النقدي والذي يرتبط بالشك لتوليد الفرض والحلول، وهذا يستوجب وجود خصائص التفكير الناقد والمفكر الناقد لتسهيل المهمة وسنذكر لكم أهمها فيما يلي:
- المواقف: حيث أن المفكرين الناقدين متشككون منفتحون ويقدرون عقلية الإنصاف ويحترمون الأدلة والمنطق ويحترمون الوضوح والدقة وينظرون إلى وجهات نظر مختلفة وسيغيرون المواقف عندما يقودهم العقل إلى القيام بذلك.
- المعايير: إن التفكير بشكل ناقد يتطلب تطبيق المعايير فيجب أن يكون لديك شروط يمكن تلبيتها حتى يتم الحكم على شيء ما على أنه قابل للتصديق.
- الموضوعية: يجب أن يستند التأكيد إلى حقائق دقيقة وذات صلة وعلى أساس مصادر موثوقة ودقيقة وغير متحيزة وخالية من المغالطات المنطقية ومتسقة ومعللة بقوة.
- الحجة: وهي بيان أو عرض مع أدلة داعمة حيث يتضمن التفكير النقدي تحديد وتقييم وبناء الحجج.
- الاستدلال: وهي القدرة على استنتاج نتيجة واحدة أو أكثر وللقيام بذلك يتطلب فحص العلاقات المنطقية بين البيانات.
- وجهة نظر: وهي الطريقة التي ينظر بها المرء إلى العالم والتي تشكل بناء المرء للمعنى، ففي البحث عن الفهم ينظر المفكرين النقديين إلى الظواهر من عدة وجهات نظر مختلفة.
- إجراءات تطبيق المعايير: يستخدم التفكير الناقد العديد من الإجراءات لتطبيق المعايير والتي تشمل طرح الأسئلة وإصدار الأحكام وتحديد الافتراضات وما إلى ذلك.
مهارات التفكير الناقد
على الرغم من عدم وجود معيار عالمي ثابت لماهية المهارات التي يتم تضمينها في عملية التفكير الناقد إلا أننا نستطيع أن نستخلص أهمها من خلال وجودها بشكل واسع وجلي لنا والتركيز على هذه المهارات التي يمكن أن تصنع منك مفكرًا نقديًا استثنائيًا، وهي ما يلي:
- تحديد الهوية: وتتمثل المهارة الأولى في عملية التفكير النقدي في قدرتك على تحديد الموقف أو المشكلة بالإضافة إلى العوامل التي قد تؤثر عليها، وبمجرد أن تكون لديك صورة واضحة للموقف والأشخاص أو المجموعات أو العوامل التي قد تتأثر بها فستتمكن بعد ذلك بالبدء في التعمق في المشكلة وحلولها المحتملة.
- البحث: عند مقارنة الحجج حول قضية ما فإن القدرة على البحث المستقل هي المفتاح ولكن من المفترض أن تكون الحجج مقنعة وهنا تبرز المهارة، وهذا يعني أن الحقائق والأرقام المقدمة لصالحهم قد تكون غير موجودة في السياق أو تأتي من مصادر مشكوك فيها، وأفضل طريقة لمكافحة هذا الالتباس هو التحقق المستقل والعثور على مصدر المعلومات وتقييمها.
- تحديد التحيزات: يمكن أن تكون هذه المهارة صعبة للغاية فحتى الأذكى منا والمتمرس قد يفشل في التعرف على التحيزات، ولذلك يبذل المفكرون الناقدون الأقوياء قصارى جهدهم لتقييم المعلومات بموضوعية وخير مثال على ذلك القضاة، ومن المهم بنفس القدر وربما أكثر صعوبة هو أن تتعلم كيفية تنحية التحيزات الشخصية الخاصة بك جانبًا والتي قد تلطخ حكمك.
- الاستنتاج والاستدلال: تعد القدرة على الاستدلال واستخلاص النتائج بناءً على المعلومات المقدمة لك مهارة مهمة أخرى لإتقان التفكير النقدي، فلا تأتي المعلومات دائمًا مع تلخيص أو تفسير يوضح ما تعنيه فستحتاج غالبًا إلى تقييم المعلومات المقدمة واستخلاص النتائج بناءً على البيانات الأولية، كما تسمح لك القدرة على الاستدلال بالاستقراء واكتشاف النتائج المحتملة عند تقييم السيناريو ككل كما أنه من المهم أيضًا ملاحظة أنه لن تكون جميع الاستنتاجات صحيحة.
- تحديد الصلة: إن أحد أكثر أجزاء التفكير النقدي تحديًا خلال سيناريو مليء بالتحديات هو معرفة المعلومات الأكثر أهمية بالنسبة إليك، وهذا يتطلب مهارة عالية فغالباً ما يتم تقديم معلومات قد تبدو مهمة لكنها قد تكون مجرد نقطة بيانات ثانوية يجب وضعها في الاعتبار، وحتى مع وجود هدف واضح لكن لا يزال من الصعب تحديد المعلومات ذات الصلة حقًا، وتتمثل إحدى استراتيجيات مكافحة ذلك في إعداد قائمة مادية لنقاط البيانات مرتبة حسب الأهمية.
- الفضول:فمن السهل للغاية الجلوس وأخذ كل ما يتم تقديمه لك في ظاهره ولكن يمكن أن يكون ذلك أيضًا وصفة لكارثة عند مواجهة سيناريو يتطلب تفكيرًا نقديًا، فغالبية الناس فضوليون بشكل طبيعي وخاصة في سن الطفولة الذي هو سن التعلم وحتى مع تقدمنا في السن فقد يكون من الأسهل التعود على عادة الحفاظ على هذا الدافع لطرح الأسئلة ومع ذلك هذا ليس.
- بعض المهارات المطلوبة في المجالات الأخرى: والتي تتضمن بعض المهارات الأخرى مثل الاستدلال الاستقرائي والمنطق الاستنتاجي والامتثال وملاحظة القيم المتطرفة والقدرة على التكيف والذكاء العاطفي والعصف الذهني وإعادة الهيكلة والاندماج والتخطيط الاستراتيجي والإدارة وما إلى ذلك.
تطوير مهارات التفكير الناقد
إن تطوير مهارات التفكير الناقد تتطلب عملاً مركزًا وقد يكون من الأفضل لك أن تبدأ باستكشاف تعريف التفكير النقدي والمهارات التي يتضمنها لتتمكن بعد ذلك من معرفة كيف يمكننك تطويرها وتحسينها وهي مهمة غير سهلة والتي نبسطها عبر تفكيك عناصرها الأساسية، وفيما نقدم لكم أهم طرق تحسين المهارات وهي:
- تطوير مهارة تحديد الهوية: فعند مواجهة أي موقف أو سؤال أو سيناريو جديد عليك أن تقوم بجرد ذهني للوضع وتناقش مع نفسك بعض الأسئلة مثل من يفعل ذلك أو ما هو سبب حدوث ذلك على ما يبدو أو ما هي النتائج النهائية وكيف يمكن أن تتغير وما إلى ذلك من هذه الأسئلة البناءة.
- تطوير مهارة البحث: فمن المفيد تطوير عين للادعاءات غير المستندة إلى مصادر وذلك بالبحث عن الشخص الذي يطرح الحجة والتدقيق بالمصدر الذي حصلوا منه على هذه المعلومات، فإذا سألت أو حاولت العثور عليه بنفسك ولم تكن هناك إجابة واضحة فيجب اعتبار ذلك علامة حمراء وبالتالي المصدر غير موثوق.
- تطوير مهارة تحديد التحيزات: فعليك أن تتحدى نفسك لتحديد الأدلة التي تشكل معتقداتك، وتقيّم ما إذا كانت مصادرك الشخصية ذات مصداقية أم لا، وبالتالي عليك أن تسأل نفسك من يستفيد من هذا وهل يبدو أن مصدر هذه المعلومات غير متحيز أو أنه يتجاهل أو يغفل معلومات لا تدعم معتقداته أو ادعاءاته أو هل يمتلك هذا المصدر لغة غير ضرورية للتأثير على تصور الجمهور لحقيقة ما.
- تطوير مهارة الاستنتاج والاستدلال: فالاستنتاج والاستدلال هو تخمين متعلم ويمكن صقل قدرتك على الاستدلال بشكل صحيح من خلال بذل جهد واعٍ لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات قبل القفز إلى الاستنتاجات فعندما تواجه سيناريو أو موقف جديد للتقييم حاول أولاً البحث عن أدلة ثم حدد نقطة لتسأل نفسك عما تعتقد أنه يحدث.
- تطوير مهارات تحديد الصلة: أفضل طريقة للتحسن في تحديد مدى الصلة بالموضوع هي تحديد اتجاه واضح فيما تحاول اكتشافه، فيمكن أن تسأل نفسك هل أنت مكلف بإيجاد حل أو هل يجب أن تحدد الاتجاه، وإذا حددت هدفك النهائي فيمكنك استخدامه لإبلاغ حكمك بما هو ملائم.
- تطوير مهارات الفضول: على الرغم من أنه قد يبدو أن العقل الفضولي هو مجرد شيء ولدت به فلا يزال بإمكانك تدريب نفسك على تعزيز هذا الفضول بشكل منتج وكل ما يتطلبه الأمر هو جهد واع لطرح أسئلة مفتوحة حول الأشياء التي تراها في حياتك اليومية ويمكنك بعد ذلك استثمار الوقت لمتابعة هذه الأسئلة.
استراتيجيات التفكير الناقد
يمكن وصف التفكير الناقد بأنه التفكير المنضبط الذي يكون واضحًا وعقلانيًا ومنفتحًا ومستنيرًا بالأدلة، بينما يبدو أن هذا يصف قدرة العديد من المتخصصين في عدة مجالات، ولذلك يجب تدعيمها ببعض الاستراتيجيات التي ستساعدك على تنمية مهارات التفكير الناقد لدى فريقك وهي التالي:
- كن متعلمًا مستمرًا: يمتلك المتعلمون حسًا طبيعيًا بالفضول حول العالم ومهنتهم فهك يقرؤون ويتحدثون إلى الناس ويثقفون أنفسهم دون أن يطلب منهم ذلك، يمكن أن يأتي هذا من القراءة أو التحدث إلى خبراء الموضوع أو الاستماع إلى المحاضرات عبر الإنترنت أو حضور المؤتمرات.
- اتخذ القرار الصحيح للأغلبية: يضع المفكرون الناقدون غرورهم جانبًا ويفكرون فيما هو الأفضل للمنظمة ككل، حتى لو لم يكن هذا هو الحل الأفضل للفرد. هدفهم هو السعي إلى الفهم ثم اتخاذ قرار واضح وعقلاني هو الأفضل للأغلبية.
- استمع للآراء غير التقليدية وفكر فيها: فالمفكرون الناقدون يميلون إلى البحث عن حلول جديدة لمشاكل قديمة فهم لا يضعون حلاً وحيداً في كل مرة، كما أنهم يرون أيضًا أن التعاون مع فريقهم ومهنتهم وأحيانًا منافسيهم سيحقق أفضل الحلول.
- تجنب شلل التحليل: دائماً ما يحاول المفكرون الناقدون بتجنب الوقوع في فخ الكثير من المعلومات ويعلقون في عملية صنع القرار من خلال النظر إلى الصورة الكبيرة والتفاصيل، حيث أنهم يدركون أنهم لن يحصلوا أبدًا على 100% من المعلومات التي قد يتمكنون من جمعها وفي الوقت ذاته يعرفون أيضًا أنه يمكنهم المضي قدمًا وتعديل القرار لاحقًا إذا لزم الأمر.
- حلل نفسك: فهم يطورون مهارة لشرح سبب توصلهم إلى نتيجة محددة للآخرين ليتمكن الآخرين من اتباع منطقهم وفهم تفكيرهم وهم على استعداد لتغيير وجهات نظرهم عندما يتم تزويدهم بمزيد من المعلومات التي تسمح بفهم أكبر.
سمات المفكر الناقد
إن مجال التفكير الناقد بحد ذاته يعتمد على الصفات التي يتمتع بها المفكر الناقد وذلك لضمان نجاح العملية، وكلما زاد لديه الوعي والإلمام والمهارة والخبرة كان الأمر أكثر سهولة وسهل المنال وذلك حتى يستطيع الشخص الذي يتمتع بمهارات التفكير النقدي القيام بما يلي:
- فهم الروابط المنطقية بين الأفكار.
- تحديد وبناء وتقييم الحجج.
- كشف التناقضات والأخطاء الشائعة في التفكير.
- حل المشاكل بشكل منهجي.
- تحديد أهمية الأفكار.
معوقات التفكير الناقد
دائما ما توجد الكثير الحواجز والعوائق التي تقف كسد في وجه التفكير الناقد والتي تعيق شخصية الفرد وتفرده بشكل عام، وتحت ضغط هذه العوامل قد لا يمكن للمرء أن يعمل في بيئة الأعمال بكفاءة وفعالية، ومن أهم هذه العوائق نذكر لكم ما يلي:
- الطبيعة الأنانية وأنماط التفكير: أو ما يسمى أحيانا بالنرجسية فالطبيعة أو السلوك المتمركز حول الذات الذي يتمثل بالأنا هو اتجاه طبيعي ويصعب التغلب عليه في كثير من الأحيان، هذا من شأنه أن يجعل الشخص يفكر في نفسه فقط ويؤدي ذلك إلى عدم القدرة على عدم التعاطف مع الآخرين لفهم قضاياهم ومشاكلهم حيث يفتقر هؤلاء الأشخاص إلى تقييم منظور ومشاعر الآخرين وجعل العمل معهم في فريق مزعجًا.
- التفكير الجماعي: لا يزال التفكير الجماعي من بين العوائق الضارة التي تحول دون التفكير الناقد، ففي مثل هذه الحالة ليس لدى الشخص رأيه أو قراره في أي حالة أو موقف معين وستتضارب الآراء ليصلو إلى مرحلة أن يحاول كل شخص فرض رأيه، وللتغلب على ذلك يتطلب الأمر من أفراد المجموعة الوقوف بعيدًا والتساؤل وصياغة أفكارهم وآرائهم وأفكارهم.
- عقلية الطائرات بدون طيار: وهذا المصطلح يمكن تفسيره على الشكل التالي أنه عندما لا ينتبه الشخص أثناء اجتماعات العمل والمناقشات المهمة ويشيد بأي وقت وأي شخص يؤثر على عملية التفكير الناقد، وفي كثير من الأحيان تجعل الروتين اليومي والدنيوي الشخص يقع فريسة لعقلية الطائرات بدون طيار ولذلك يجب على المديرين وقسم الموارد البشرية في الشركة إبقاء الموظفين مفتونين بالمهام الصعبة والعوامل التحفيزية.
- التكييف الاجتماعي: التفكير مستمرة للعقل في أي وقت لكن نحن نمتنع حتى عن التفكير خارج نطاقنا لأننا نتعلم التفكير بطريقة معينة بسبب الظروف الاجتماعية المختلفة، وتتضمن العوائق التي تحول دون التفكير الناقد بسبب التكييف الاجتماعي تنميط الأشياء والأشخاص من حولنا ووجود افتراضات غير مرغوب فيها تجعل من الصعب جدًا على الأشخاص من حولنا في المؤسسة العمل.
- الطبيعة والتجارب المتحيزة: يعد التحيز الشخصي أحد أكبر العوائق التي تحول دون التفكير الناقد حيث أنه يمثل قيودًا ويمنع الشخص من اتخاذ قرارات عادلة ومنفتحة وشفافة، كما أنه يمنع الشخص من استخدام التفكير المنطقي والخبرة والفطرة السليمة لاتخاذ قرارات مستنيرة وصحيحة.
- ضغط العمل: فبيئة العمل غالباً ما تكون مثقلة بالمواعيد النهائية الصارمة وهذا يؤثر على مهارتنا في التفكير النقدي، لكن الجانب المشرق هو أن الشخص يمكنه أيضًا صقل مهاراته وقدراته في التفكير النقدي وسط المواعيد النهائية الصعبة والضيقة، فنحن غالبًا سنختار إكمال العمل دون أي تفكير استراتيجي ورؤية طويلة المدى وهذا ما يحفز الحاجز للتفكير النقدي.
- الغطرسة: هذا الموقف السيئ غالباً ما يعيق قدرات التفكير النقدي فهو كفيل بأن يجعل الشخص بعقلية مغلقة ويولد له الشعور بأنه يعرف كل شيء وليس هناك حاجة لتعلم أشياء جديدة، وهذا من شأنه توصيل الشخص إلى الفشل على المدى الطويل لأنه أغلق قنوات التعلم الخاصة به وغير قادر على تقييم مكافآت وفوائد التفكير النقدي.
- الطبيعة العنيدة: من يمتلك هذه الطبيعة يكون لديه مجموعة من المعتقدات والأيديولوجيات الخاصة به، وهذا الحاجز ليس مرحبًا به كثيرًا في عالم الأعمال وخاصة عالم الشركات لأنه دائم التطور وديناميكي بطبيعته ونهجه، ولذلك يجب أن يكون الشخص منفتحًا على التغييرات وأن يخرج من معتقداته الحالية مدركًا أن عالم الأعمال مرن للغاية وسريع الخطى ويتطلب المرونة والقدرة على التكيف.
- الخوف: غالبًا ما يعمل الخوف كحاجز ليس فقط في التفكير النقدي ولكن أيضًا لنمو الشخص وتطوره بشكل عام مما يقلل ثقة الإنسان بنفسه ويصبح مثبطًا للدوافع، وعادة ما ينشأ الخوف من أسباب مختلفة مثل القلق والاكتئاب وقضايا احترام الذات وغيرها من الأسباب الشخصية التي تؤثر على الحياة المهنية للشخص أيضًا.
- الكسل: يتطلب التفكير النقدي من الشخص القيام بالكثير من البحث ودراسة الأدبيات المتعلقة بالعمل إضافة إلى الانفتاح على تعلم أشياء جديدة للنمو والتطور، ولكن عندما يكون الشخص كسولًا فإنه يعمل كأحد الحواجز أمام التفكير النقدي.
علاقة التفكير الناقد بغيره بأنواع التفكير
بموجب ما تعرفنا عليه سابقاً عبر هذا المقال أصبح لدينا فكرة كبيرة عن التفكير الناقد، كما أن الكثير منا سمع عن التفكير التحليلي وربما البعض فقط سمعوا عن التفكير الإبداعي، وغالبًا ما يتم استخدام كل هذه المصطلحات الثلاثة بالتبادل لكن وعلى الرغم من أنها تشترك في بعض أوجه التشابه العالمية إلا أن هناك اختلافات واضحة بينها، والتي سنفصلها لكم كما يلي:
عملية التفكير التحليلي
يعرف على أنه هو عملية تقسيم المعلومات المعقدة إلى مكونات أو مبادئ أصغر وأكثر قابلية للفهم والذي يتضمن تفكيك البيانات بشكل منهجي لفك رموز الحقائق التي يمكن استخدامها للبناء على المعلومات أو تقديم استنتاج قائم على الأدلة، وبشكل عام يتضمن التفكير التحليلي ما يلي:
- تحديد المشكلة
- جمع الحقائق والأدلة
- تقسيم المعلومات المعقدة إلى أجزاء أصغر
- تطبيق المنطق والاستدلال
- تقييم وجهات النظر والآراء
- تحديد الأنماط والسبب والنتيجة
- القضاء على المعلومات الدخيلة
- رسم واختبار الاستنتاجات
- تقييم المعرفة الجديدة
- نظرة عامة على التفكير النقدي
عملية التفكير الناقد
ويعني التفكير الناقد تقييم المعلومات أو الآراء بعناية وتفسيرها لإصدار أحكام مستقلة سليمة، وعادة ما يتضمن هذا التفكير ما يلي:
- جمع المعلومات ذات الصلة
- طرح أسئلة ذات مغزى
- النظر في وجهات النظر البديلة
- تطبيق مهارات المنطق والاستدلال
- إعادة النظر في المدخلات بطريقة دورية
- الاعتراف بالتحيز
- تجنب الافتراضات
- النظر في الاحتمالات
- اختبار ومراجعة الاستنتاجات
- إصدار أحكام سليمة
عملية التفكير الإبداعي
وهو العملية العقلية لإحضار شيء جديد إلى الوجود من خلال الخيال فهو ينطوي على إدخال الحقائق والمحفزات الحسية بالإضافة إلى الاستيفاء والتفكير النقدي لتخيل شيء غير مألوف، ويتضمن ما يلي:
- العصف الذهني والتفكير الجانبي
- تبادل المعرفة والخبرة الشخصية
- تجاوز ما هو معروف
- استخدام مصادر مألوفة وغير مألوفة
- رؤية الاحتمالات الجديدة
- التجريب والتخيل
- التعرف على الأنماط
- تحديد الصلات والعلاقات
- الجمع بين المفاهيم أو العناصر المتعارضة
- تكوين صور وأحاسيس ومفاهيم ذهنية
- إعطاء المعنى للتجارب
- البناء بوسائل إبداعية
- فحص المنتج والعملية
- استيعاب الفكرة الجديدة وتطبيقها
- إعادة الدراسة والمراجعة